الأربعاء 18/سبتمبر/2024
عاجلعاجل

على طاولة الرئيس!

ترتيبات مستمرة تشهدها مدينة تعز الواقعة جنوبي غرب البلاد، في ظل الحديث عن زيارة مرتقبة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، بعد أكثر من عامين على توليه منصبه، الأمر دفع الكثير من أبناء المحافظة إلى طرح تساؤلات حول برنامج الزيارة والأجندة التي ستطرحها سلطات تعز على طاولة الرئيس. 

تعيش مدينة تعز أوضاعًا مأساوية، وغياب تام للخدمات، بعد أكثر من عشر سنوات من الحصار الظالم الذي تفرضه جماعة الحوثي الإرهابية على السكان، ضمن سياسيات العقاب الجماعي، كون المدينة حسمت قرارها مبكرا واتخذت قرار مواجهة الحوثيين في العام 2015, لتتمكن المقاومة الشعبية المسلحة بعد ذلك من استعادة مساحات واسعة من قبضة الجماعة المدعومة من إيران، لكن الأخيرة أبت إلا مواصلة خنق تعز والإمعان في حصارها، وسعت لإفشال أي تقدم في ملف رفع حصار تعز في كل جولات المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة. 

ومؤخرا لم يجد الحوثيون أي نتائج مثمرة من استمرار حصارهم لتعز، فلجأوا إلى إعلان فتح منفذ (القصر) كإجراء جزئي لمحاولة إبداء حُسن النوايا تجاه سكان المدينة، وتحسين الصورة الدموية لأولئك القادمين من كهوف مران، لكن الجماعة ذاتها فشلت مجددا في تحقيق أي اختراق أمني، وباتت تدرك أن مالم تحصل عليه بالحرب لن تجد بعضا منه من خلال طرق السلام الملتوية. 

ومع قدوم الرئيس، يخشى البعض من ألا تركز هذه الزيارة على محورية احتياجات أبناء المحافظة التي عانت كثيرا خلال العشر سنوات الماضية، وتتصدر قضيتا الكهرباء والمياه، أولى الخدمات التي يُنتظر عمل حلول لها، بعد فشل إعادة تشغيل محطة كهرباء عصيفرة، وتعثر مشروع المياه الذي دشنه عضو الرئاسي "طارق صالح". 

وفي مدينة تعد الأكثر كثافةً سكانية، تتنوع احتياجات الناس، لكنهم يجمعون على توفير الخدمات الأساسية ومراقبة أداء السلطات بالإضافة إلى إقالة ومحاسبة الفاسدين، في المقابل يدركون أن مجرد زيارة رئاسية للمدينة بعد نحو 14 عامًا لن تحمل مصباحًا سحريا لحل جميع المشكلات لكنهم يتطلعون إلى أن تشكل إضافة مهمة لتحسين الوضع الحالي. 

ترحيب كبير أبداه أبناء تعز، مع الإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس العليمي، الأمر الذي يكشف عما تحمله المدينة في تمثيل مشروع الدولة الحقيقية، وتقدير رموزها وقيادتها والوقوف إلى جانب كل صوت وسلاح في صف الجمهورية، تتناسى جراحها في سبيل المعركة الوطنية ضد الإماميين الجدد (الحوثيين)، وفي الوقت ذاته لا تتورع عن كشف الفاسدين والعابثين، والمطالبة في محاسبتهم. 

نثق فيك فخامة الرئيس، ونتطلع أن تكون زيارتك لتعز فاتحة خير على مدينة عانت كثيرا، وبذلت الكثير، فهل حان الوقت لرد الجميل ومنحها مكافأة بسيطة؟! 

الخدمات الأساسية، والوضع المعيشي، والإصلاحات الإدارية، ثلاث مطالب يجب أن يتبناها الجميع، وأن تُطرح على طاولة الرئيس، فهل من مُجيب؟!