الخميس 21/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

قراءة أولية للضربات الأمريكية ضد مواقع حوثية

القيادة المركزية الأمريكية أهدافها من وراء الضربات الموجهة ضد مواقع حوثية بـ "تقليص قدرتهم على مواصلة هجماتهم غير القانونية والمتهورة على السفن الأمريكية والسفن الدولية والتجارية في البحر الأحمر، استهدف هذا العمل المتعدد الجنسيات أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية".

تعددت الأراء حول جدية واهمية هذه الضربات ضد الحوثيين، حيث بالغ البعض في حجم وقوة وتأثير هذه الهجمات، فيما قلل البعض من هذه الهجمات، بل واعتبرها مجرد "مسرحية".

في تقديري الشخصي أنه على الرغم من انه ليس هناك بعد قرارا دوليا للإطاحة بالحوثيين، ولا حتى قرارا بتحريك الوضع العسكري، داخل اليمن، فإن ضربات التحالف الدولي ضد الحوثيين حتى الآن عقابية وتحذيرية، لكنها قد تتصاعد وتتطور وفقا لردود فعل الحوثيين وتطورات الوضع في المنطقة.

الرد الحوثي على ضربات التحالف الدولي متوقع، لكنه لن يكون مؤثرا بأي حال من الأحوال على القوات المهاجمة ولا حتى على المصالح الدولية.

الحوثيون في كل الأحوال لا بد أن يردوا على هدر كرامتهم العسكرية أمام أنصارهم. أما إيران فلا اعتقد أنها يمكن أن تتدخل عسكريا ومباشرة في الحرب ضد التحالف، لكنها ستقدم دعما عسكريا ولوجستيا واستخباراتيا وماليا ودبلوماسيا مكثفا للحوثيين.وقد تحرك بعض أذرعها في العراق لنفس الغرض.

وعلى أي حال فإن الضربات التي تعرض لها الحوثيون لن تجعل الحوثي مهما حاول تعويض خسائره عبر ايران، أن يعود ثانية بنفس القوة. والخلاصة أن الحوثي الذي يتصرف كحاكم لشمال اليمن لن يجلب للشعب إلا الوبال، دون أن يقدم أي شي ملموس لدعم حماس أو حتى لدعم الشعب الفلسطيني انسانيا ومعنويا، وكان هدفه وما زال استثمار الحرب في غزة لحشد الشعب في شمال اليمن حوله وأن يتحول الى بطل قومي في نظرهم والحاق أكبر ضرر باقتصاد ومعيشة الشعوب المطلة على البحر الأحمر بما فيها الشعبين الجنوبي والشمالي.

أما الحرب في غزة فستستمر ولن تنتهي إلا بأجندة اسرائيلية مدعومة غربيا. ولكي تتضح الصورة كاملة ووضع استنتاجات موثوقة، علينا أن ننتظر قليلا حتى يتبين لنا نوعية الاهداف العسكرية وأهميتها الاستراتيجية وتأثيرها على قدرات الحوثيين.