السبت 23/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

اليمن وملامح من الغد

عند التمعن في الخارطة السياسية والجغرافية لليمن، والغوص في محيط تنوعه الثقافي الفسيفسائي الجميل والزاهي، نجد أمامنا أمة يمانية عظيمة، وبلاد واسعة؛ بإمكانيات هائلة، وشعب أصيل؛ يتوق لاستقرار، وحياة كريمة. 

نعاني في اليمن من تطرف طائفي زيدي مٌزّمن، وغلو مذهبي سني وسلفي متعدد، وخلافات مناطقية على السلطة، وتباينات عميقة حول إدارة الدولة، وتوزيع مقاعدها وحصصها.

اليوم، وفي ظل إنكشاف أهداف التيارات الدينية السياسية والعقائدية، وتكشف قدراتهم الأكثر من بسيطة لإدارة الدولة، وبعد أن سقطت شعارات الجماعات المتطرفة؛ التي ركبت موجة فلس@ين؛ لأغراض مصادرة السلطة والثروة في بلدانهم، يحتم هذا الوضع على جميع المؤمنين بعودة الدولة الوطنية، والمدركين بحتمية وضرورة إرتفاع اشرعتها الدستورية والقانونية؛ فوق الأشخاص والأحزاب والقبائل والمناطق والطوائف والمذاهب؛ التوحد والتنسيق والتحالف والعمل لإنجاح هدف عودة الدولة اليمنية، كمسار أول؛ لضمانة نجاة الجميع.

اليوم المنطقة تلج إلى مرحلة سياسية وعسكرية جديدة، بتحالفات جديدة، وبرؤى وقناعات تختلف عن الحُقب الزمنية السابقة، وهو الأمر الذي يحتم علينا كيمنيين الاستعداد لهذا التغير واستثمار التغيير، لضمانة ركوب سفينته للوصول إلى بر الأمان. 

لقد بات الجميع على قناعة تامة أن مراكب التطرف الطائفي والغلو المذهبي والتخندق المناطقي، أدوات ماضوية بوجهات تتجه إلى جُرف هار، ودوامة ستلتهم تلك المراكب الخشبية القديمة، ولا فرصة للنجاة إلا بركوب سفينة الدولة الوطنية.