الخميس 21/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

ولاية ميتشغان ذات التجمع العربي .. حجر الزاوية في الانتخابات الأمريكية

في ٩ مرّات من آخر ١٢ انتخابات رئاسية أميركية كان الفائز بولاية ميتشغان يفوز بالرئاسة.

 

تمثل ميتشغان حجر الزاوية في العملية كلها، وفي ٢٠١٦ أعطت الولاية الفوز لترامب على منافسته كلينتون بفارق ١٠ آلاف صوت فقط (0,2%).

 

 استعادها بايدن للديموقراطيين في العام ٢٠٢٠ بفارق ١٣٠ ألف صوت!

 

هناك، في ميتشغان، أكبر تجمع للعرب والمسلمين في أميركا. مع الفوارق الضئيلة بين المتنافسين فإن لكل صوت وزناً اعتبارياً. 

 

 منذ مطلع هذا العام كان كتاب أميركيون كثيرون (سبق أن اقتبست من بعضهم هنا على صفحتي) يحرضون بايدن على منح إسرائيل كل ما تريده وبأسرع وقت. دعا بعضهم إلى تدخل الجيش الأميركي لحسم معركة غزة قبل الخريف، لما ينطوي عليه الأمر من خطورة على طبيعة السياسة في أميركا. وكانت فكرتهم تقول إن الحرب إن استطالت حتى موعد الانتخابات فقد يعمل العرب والمسلمون على إسقاط بايدن في ميتشغان، وما سيترتب على خسارة ميتشغان من احتمالات! ما سيخلق عرفاً خطيرا للغاية في أميركا وهو أن فلسطين هي من يحدد هوية الفائز بالرئاسة الأميركية وليس إسرائيل. 

 

تقول استطلاعات حديثة إن تأييد عرب ومسلمي ميتشغان للديموقراطيين هبط من 70% إلى 12%. وأن فلسطين تمثل أولوية لدى أكثر من ثلثي الناخبين العرب- المسلمين. السياسة الأميركية حيال فلسطين لن تتغير بصرف النظر عن لون الحزب الحاكم. مع بايدن بلغت الفجاجة حد ارتكاب هولوكوست أمام العالم نظراً للطبيعة الصهيونية لبايدن ونظامه (خليط من اليهود الأميركان، والإنجيليين الراديكاليين). على الحزب الذي جعل المذبحة ممكنة ودافع عنها أن يدفع الثمن في ميتشغان. فقط في ميتشغان، وهذا يكفي.  

 

المهمة الأولى والحاسمة لعرب ومسلمي ميتشغان هي دحر كامالا هاريس وهزيمتها، ليس خدمة لترامب، بل لأجلهم. حتى يحصلوا على اعتبار سياسي جديد يضعهم في أعلى قائمة ال 

Significant minorities

أو الأقليات ذات الدلالة الحاسمة. تفويت هذه الفرصة خطأ جسيم، وربما سيرتكبون جريمة بحق أنفسهم. 

 

قالت رسالة المخرج الأشهر مايكل مور، التي أرسلها قبل أسبوعين إلى هاريس، إن خسارة ميتشغان ستعني خسارة البيت الأبيض، وعليكِ (أن توقفي الحرب على غزة) حتى لا تقع الفأس في الرأس (بهذا المعنى). خاطبها كثيرون بمثل هذا، الآن فقط، حين رأوا رياح ميتشغان. 

 

سيفوت العرب والمسلمون فرصة تاريخية أن تركوا هاريس تفلت من العقاب. يتعين عليهم أن يقولوا نحن هنا، ونحن قادرون على خلط الأوراق، ولن تتجاوزوا إرادتنا مستقبلاً. لا توازي أهمية ميتشغان ولاية أخرى في أميركا. عليكم أن تعلموا أن الانتخابات محسومة سلفاً في ٣٥ ولاية أميركية منذ قرابة نصف قرن. وأن الكرنفال الانتخابي يجري فقط على ١٥ ولاية، منها حوالي سبع حاسمات، في القلب منها ميتشغان. وأن عشرة آلاف صوت هي من صنع الفارق في ميتشغان لصالح ترامب في الولاية ثم في كل الدولة!

 

لا يتعلق الأمر بالفوارق الفنية أو الأخلاقية بين هاريس وترامب، بل بمكانة عرب أميركا في البلاد. وها هي الفرصة كي يقول العرب نحن أيضاً نوجد، وبمقدورنا خلط الأوراق. 

 

ثم بعد ذلك فليذهب البيت الأبيض إلى الجني الأزرق، ليس ذلك هو ما يهم.