لا تتفاءلوا كثيرا بقرار الإدارة الأمريكية اعادة تصنيف الحوثي منظمة إرهابية أجنبية فهي أغرب إدارة في تأريخ أمريكا تتناقض في الشهر ثلاثين مرة. فالقرار الذي تتخذه في اليوم الأول تنقضه وتتراتجع عنه في اليوم التالي.
طريقة إعلان واشنطن إعادة تصنيف مليشيا الحوثي في قائمة الإرهاب الأمريكية طريقة مضحكة فيها من الطرافة والسخرية الشيء الكثير ، فلم يتخذ القرار كقرار صارم مبني عن قناعة بتجذر السلوك الإرهابي لهذه الجماعة إنما اتخذ من باب المساومة والمداراه والترجي، 30 يوم سيكون كل شيء فيها تغير.
بحسب رأي الإدارة الأمريكية في قرار إعادة تصنيف الحوثي منظمة إراهابية انت ارهابي عالمي تهدد الامن والسلم الدوليين لكن القرار يتيح لك نقل الأموال ، التحرك بأريحية، بمعنى أنت وسخ ومجرم لكن لك الأمان ، فهذا القرار لن يضرك حتى وإن سرى مفعوله بعد 30 يوما.
طريقة اتخاذ القرار تؤكد صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مباحثات سرية جرت بين أمريكا وإيران ومليشياتها في اليمن مليشيا "الحوثيين"، في سلطنة عمان الأسبوع الفائت وذلك من أجل خفض التصعيد في البحر الأحمر.
فحوى قرار إعادة التصنيف كشف بما لا يدع مجالا للشك عن أن المباحثات السرية نتج عنها صفقة بين إيران وذراعها الحوثي من جهة وبين واشنطن من جهة ثانية يتم بموجبها ممارسة الحوثي دعايتهم ظاهريا بمنع السفن الاسرائيلية من المرور في البحر الاحمر وبشكل رمزي دون أي تأثير حقيقي على مرور السفن المتجهة إلى إسرائيل ، وتقوم إدارة بايدن بإعلان قرار اعادة تصنيف الجماعة خالي من مضمونه ومليء بالإشتراطات ويبدأ سريانه خلال فترة تكون الحرب الإسرائيلية على غزة قد توقفت وتوقف معها كل شيء ويصبح القرار كأن لم يكن.
لكن بغض النظر عن هذا القرار وقيمته المادية القانونية والرسمية أهو مفيدا وجادا أم لا، فإن ثلاثين مليون يمني ينظرون لهذه المليشيا أنها إرهابية دموية إجرامية بالفطرة والبراهين لا يمكن أن تقبل بالسلام والتعايش وعودة مؤسسات الدولة والعمل الديمقراطي وترى أنها مصطفاة من عند الله ليس لحكم اليمنيين فحسب إنما لحكم العالم كله ، ولا يمكن أن ينسوا أو يتناسوا جرائمها بحق الشعب اليمني ، وعليه لا يمكن لأحد أن يخدعهم أو يقنعهم أن الحوثي أصبح حمامة سلام وأن أمريكا عدوة لهم وليست الراعي الرسمي لهذه الجماعة.