الأربعاء 11/ديسمبر/2024
عاجلعاجل

السعودية كما يجب أن تكون

‏من المخجل جداً هذا التطفل على الدول الأخرى او على الجيران كما يحدث مع السعودية.

 

‏فلا فرق بين من يفرطون في تملقها بابتذال او الناقدين لها في كل ما تعمل.

 

‏السعودية ليست ملكية عامة. هذه دولة تدرك مصالحها ولها طريقتها في ادارة شأنها ورعاية مصالحها. بل اثبتت انها اكثر رصانة في رعاية شؤونها والحفاظ على استقرارها في عالم تمور فيه الامواج خلال عقود طويلة. 

 

‏هناك قواسم مشتركة ومصالح كبيرة ودور منتظر ومتوقع من المملكة في الشأن العربي والإسلامي. لكن هذا لا يسمح لاحد ان يطلب منها ان تفعل كذا او لا تفعل كذا ويمارس عليها وصاية لدنة. 

 

‏لقد كان النهج السائد في المملكة تدينيا طهوريا ولم تنل إعجاب البعض. وتغيرت السياسات الثقافية والاجتماعية فيها ولم تنل إعجاب البعض. 

 

‏ليس هذا شأن الناس انما ما يتعلق بالمصالح والقيم المشتركة ودور المملكة في حياة وشؤون الشعوب الأخرى. 

 

‏تنغلق ثقافيا او تنفتح هذا شأنها هي. يهتم المسلمون بالسعودية بادارة ناجحة للأماكن المقدسة وإتاحتها لهم وفق المستطاع وعدم التفريط بها. ويهم جيرانها ان تكون عامل استقرار وسلام وأمن وان تحترم ارادة الشعوب والدول المحيطة بها. 

‏وبصفة عامة يهمهم دورها التضامني في قضايا مصيرية وان تتأسس علاقة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم السطو على الحقوق فقط. 

 

‏لماذا مطلوب منها إبداء مثالية عالية في كل شيء وكل يطلب مثالية وفق هواه؟ 

‏هذا الفضول امر مقيت. بمثل ما يغضب الناس كما هو حال اليمنيين على وسائل التواصل او الإعلام والأوساط السياسية من تطفل البعض من دول الجزيرة على خياراتهم السياسية والثقافية او النفخ في نار الفتن ودعم النزعات الانفصالية وصراع الهويات فان التطفل في الحياة الاجتماعية والثقافية للسعودية او لدول الجزيرة والخليج امر مستنكر. 

 

‏بل ان هذا التطفل مستهجن وبشع عندما يصدر من مجتمعات وشعوب هي في اسوأ أشكال ادارة حياتها العامة الثقافية والسياسية والاجتماعية مع هذا تدعي الوصاية.

 

‏يمكن التعبير عن الدور المنتظر من المملكة لموقعها في العالم العربي والإسلامي بطرق حوارية اكثر رصانة بدل الادانة الدائمة والتجريم والإقصاء.