من السرديات الشائعة التي يروجها بعض "الخبراء" الدوليين عن اليمن أن الحوثي صمد تسع سنوات ضد قصف التحالف، وبالتالي لا يوجد حل عسكري مناسب لمواجهة الحوثي.
من يروجونها إما جاهلون بالوضع اليمني أو مغرضون لأهداف سياسية.
والحقيقة هي:
1- ان الحرب التي قادها التحالف لم تستمر بشكل منظم أكثر من سنتين (2015-2017) فيها حقق التحالف منجزات مهمة (تحرير عدمن، تحرير المخا والساحل، السيطرة على فرضة نهم) وتدمير اغلب ترسانة الحوثي-صالح العسكرية.
2- بعد ذلك تعرض التحالف لضربات فككته كان أهمها الخلاف السعودي القطري (2017) ومغادرة قطر للتحالف وانتقالها 180 لدعم الحوثي-إيران.
3- في نفس العام تلقى التحالف ضربة مؤثرة: إدراج السعودية في القائمة السوداء للأمم المتحدة بسبب ارتفاع الضحايا المدنيين للغارات. تسبب هذا في تراجع وتشتت العمليات العسكرية وعدم فعاليتها. ورغم تورط الحوثيين في جرائم حرب واسعة ضد المدنيين الا ان المجتمع الدولي لم يشكل أي ضغط تجاهها.
4- رغم كل هذا ظل التحالف والحكومة الشرعية في الوضع الأقوى حتى جاء عام 2018 ، والذي اعتبره العام الفعلي لنهاية العمل العسكري للتحالف في اليمن.
لكن ما ان جاءت نهاية العام حتى قدم المجتمع الدولي الهدية الذهبية التي انقذت الحوثي: اتفاقية ستوكهولم.
بعد هذه الاتفاقية بدأ التقدم الحوثي في الجبهات بعد ان ضمن الحديدة كمصدر للايرادات وتدفق الأسلحة، وتمكن من تجميع قواته للتركيز على الجبهة الأهمّ ماديا: مأرب.
ومرة أخرى تشددت الدول العظمى ضد اي عمل عسكري للشرعية في الحديدة، وتساهلت أمام كل الأعمال العسكرية للحوثي في مأرب.
5- جاء العام 2018 بهدية أخرى: مقتل خاشقجي الذي وضع السعودية في موقف محرج أمام العالم، وزادت من ترنح الوضع المتوتر للتحالف في اليمن.
اضافة الى ذلك قدمت ألعاب وفساد الرئيس السابق هادي وتشتيته للجبهات هديةً ثمينة للحوثي خاصة مع خلافه الواضح مع الإمارات التي كانت تسعى لتنزيل بديل له (نائب الرئيس بحاح).
6- منذ عام 2019 كانت الحرب قد انتهت فعلياً وبدأت السعودية في خطة اتفاقيات الهدنة المؤقتة مع الحوثي التي ما لبثت أن تحولت الى حالة دائمة من اللاسلم واللاحرب.
7- عانت العمليات العسكرية من عيوب كثيرة: العشوائية، نقص المعلومات الاستخباراتية، استهداف المدنيين، عدم التنسيق مع القوى اليمنية على الأرض، اختلاف الاستراتيجية السعودية عن الاستراتيجية الاماراتية.
ساهم تفكك صفوف القوى المواجهة للحوثي في إبطال فعالية العمليات العسكرية للتحالف وامتلاك الحوثي لزمام المبادرة منذ 2019.
وجاء حبل الانقاذ الأهم بسبب الفهم الغربي الناقص للوضع اليمني والهدايا المجانية التي قدموها للحوثي تحت عذر الوضع الانساني الذي لم يتحسن أو يتغير رغم كل التنازل الكارثية.
8- لا يعني هذا أنني أشجع عملاً عسكريا واسعا في الوقت الحالي، لكن السرديات الزائفة خطر على القضية اليمنية وموقف العالم منها.