عشرية كاملة وأكثر تدربنا فيها على مداراة الهزائم والخذلان، على إحتواء نكوص الامل، على تكبد وقت الانتظار.
تعلمنا كيف نخنق أفراحنا وكيف نخزّن الأوجاع في دواليب القلب. كيف نحشو الكبد بمرارة الفقدان والغياب والمنفى. ثقيلة أحزاننا كانت.
كنا إذا التفتنا يمنة ويسرة تذكرنا شطر البيت : أيقظوا حولنا الذئاب وناموا
في زوايا قصية من جوف الصدر وسدنا، مؤقتاً، رجاء الخلاص وألقينا عليه حُزَم ورود الشامتين المقيتة في عزاء البلاهة.
أولائك الذين ما فتئوا يذكروننا بلؤم شديد : من قال لكم ان تفعلوها طالما وانتم لستم بهذا الأهل؟
.
كانوا يضعون عصيهم في عجلات إرادتنا ثم يقهقهون. توقفت العجلة في منتصف الطريق ففرحوا لاننا وهم تائهون. استمزجوا تلقيينا دروس في منع المحاولة.
كادت محاولتنا ان تُطوى. ويتلو الربيع خريفاً صرصرا. ثم يبعث المنادي رجاءً من بعيد، من بين الرماد والعذاب، من أكثر البقاع قتامة وسوداوية وتشابكاً ، من خان العسل، أو من ضاحية الشقب.
عضلة الفرح نابضة بعد خمول، ورباط الأمل يتهيأ.