الجمعة 03/يناير/2025
عاجلعاجل

المجهر.. عامان من المهنية

مضى عامان على تأسيس وإطلاق موقع المجهر الإخباري، جهد متواصل وتفانٍ في نقل الحقيقة بكل مهنية واحتراف، وتقديم للأخبار والتحليلات العميقة التي تعكس الواقع بموضوعية ومهنية؛ وما زلنا نسير على النهج والمسلك الذي رسمناه منذ البداية، ملتزمون بقيمنا ومبادئنا في العمل الصحفي. ومستمرون في جهودنا لتطوير المحتوى وتقديم الأفضل لقرائنا، ساعين دومًا نحو الاحترافية في خطواتنا الأولى لتحقيق عمل صحفي رفيع المستوى، يلبي تطلعات جمهورنا ويساهم في إثراء النقاش العام.

منذ عامين رسم المجهر الإخباري خطًا واضحًا في سياسته التحريرية، ومسار طريق لا ينحرف عنه في تناوله وتعاطيه مع القضايا والأوضاع المتعددة والمختلفة وسط بيئة معقدة، ليكون إضافية نوعية في سجل القضية الوطنية العادلة، والشعب والمجتمع، فلا حياد في قضيتنا المصيرية ضد الحوثي ومشروعه الذي يستهدف الوطن أرضًا وإنسانًا، كواجب وطني وأخلاقي ومهني.

وينطبق الأمر ذاته، بالنسبة لتناول القضايا والأوضاع التي تهم المجتمع والمواطن والمصلحة العامة، ويركز على كشف وتتبع أي ارتباطات وقضايا متعلقة بالحوثي، ويسلط الضو على أية تجاوزت أو ملفات تتعلق بالحكومة المعترف بها دوليًا، والتطرق لها بواقعية ومنطقية ومهنية دون تهكم أو توجه متعمد وعدم المجازفة والاعتماد على التكهنات والتسريبات والمعلومات المضللة، مالم يدعمها وقائع وحقائق واثباتات وفق مصادر موثوقة بهدف إزالة الستار عن الخفايا وكشفها للرأي العام، ودفع السلطات والجهات نحو التصحيح والمعالجة واستشعار المسؤولية أمام الشعب في ظل الظروف الراهنة والتحديات الصعبة.

"المجهر" يعد إضافة جديدة للصحافة الإلكترونية اليمنية، كونه اتخذ مسارًا محددًا يلتزم بالمهنية الصحفية والأسلوب الاحترافي النخبوي في التناول للأحداث والقضايا وكسر حاجز الرتابة والعشوائية، ويبتعد عن الانجرار في معترك التجاذبات والمواضيع المستهلكة والمكررة المفرغة من أهميتها وواقعيتها بالنسبة للوضع والظروف التي يمر به اليمن واليمنيين.

كما يتجنب الوقوع في فخ القصص المصطنعة وأخبار الترند، التي تفتقر لجوهر القضايا التي تهم واقعنا ومستقبلنا، والتي أفرزتها مواقع التواصل والسوشل ميديا ولا تمثل البيئة الصحفية والإعلامية.

عزيزي القارئ لا بد أن تفرق بين العمل الصحفي وأدواته المعروفة في الصحافة المسموعة والمرئية والمقروعة والإلكترونية، القائم على أسس ومعاير وأخلاقيات مهنية، وبين السوشيال ميديا كمساحة مفتوحة للتغريد والنقاش وإبداء الآراء والأخذ والرد، دون أي معايير ويظل الاخير مساحة لا يمكن الاستغناء عنها كحلقة وصل مع الجمهور الواسع بلا حدود، وكمصدر مفتوح  ومرجع للتدقيق بما يتم تناوله، لكن لا يمكن النظر إليه كأساس واقعي لمهنة الصحافة والإعلام.

لم ننتهج معيار الصياغة الخبرية الآنية والمحدودة كاسقاط واجب، بل نحاول التركيز في التناول الموسع وفق تفاصيل الواقعة وخلفيتها وطبيعتها بصورة أوضح في التغطية الإخبارية، وكذلك في التقارير والتحقيقات الصحفية، وفق الأولوية والأهمية لما تقتضيه اللحظة والحدث والوضع القائم وارتباطه بمجريات الواقع المحيط، بما يلبي شعار المجهر تفاصيل أكثر وصورة أوضح.

ولذلك كان لزامًا ربط "المجهر" بمسار وخط تحريري واضح، وأن يأخذ المجهر حقه الكامل في المحتوى والتناول ويكون للاسم نصيب من هذا التوجه والتعمق والبحث الدقيق والموضوعي قدر الإمكان، بحيث لا نكون مساحة تتناول مواضيع هشة وجانبية، أو منصة للتلاعب بالقضايا المتناقضة وتصفية الحسابات التي تؤثر على سياسية الموقع وتؤثر سلبًا على واقع الوطن ووضعه من جميع الجوانب.

نهدف بدرجة كبيرة إلى إرساء قواعد العمل الصحفي بمهنية واحترافية وفق خطوط عريضة ومسار واضح وسياسة محددة لا تقبل الانتقاء أو التجزئة أو التمييع والتذبذب والتلاعب في القضايا المصيرية والتي تهم الوطن والشعب، وغيرها القضايا والأحداث المهمة في المناطق المحررة، والتي تستدعي المكاشفة والإثارة بكونها مسؤولية تمس الدولة والشعب، بما يعزز من اليقظة والحرص من القائمين، وتصويب تلك الممارسات وبما لا يؤثر على مسار المعركة لاستعادة الجمهورية وإنهاء المشروع الحوثي.

ورغم واقعنا المليئ بالتناقضات والتجاذبات، وغياب الدعم المطلوب، فإننا نواصل المشوار مستمرين في ذات النهج مع فريق رائع ومتمكن ذو خبرة ومهنية وهمة ونشاط وأصحاب موقف ومبادئ ومسؤولية أخلاقية ووطنية، بما يهدف لانجاح العمل والارتقاء بالمسؤولية المهنية والأخلاقية؛ ونسعى دائمًا للتقدم وتقديم الأفضل، مهما كانت التحديات، فإن إصرارنا على المضي قدمًا يظل قويًا.

وفي ذكرى التأسيس والإنطلاق، نود أن نوجه الشكر الكبير لكل من ساندنا ووقف بجانبنا طوال هذه الرحلة، ونشكر الجمهور الكريم، قراء ومتابعي المجهر الإخباري في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ونحن على ثقة بأن المستقبل يحمل المزيد من النجاح والتقدم، بكم ننمو ونكبُر. 

 

راكان الجبيحي | مدير التحرير