مع دخول قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية حيز التنفيذ منذ يوم أمس ،سيكون لهذا القرار تداعيات جمة على مليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، ومما شك فيه ان باتت تنظيماً إرهبياً دولياً مثله مثل تنظيم داعش والقاعدة في المنطقة .
ورغم أهمية القرار وما يحمله من مؤشرات سياسية وإقتصادية لمحاصرة الحوثي وعزله ،إلا أن المبالغة في تأثيره قد تفضي إلى تفاؤل غير واقعي، خاصة أن الجماعة ما زالت تمتلك أدوات المناورة على الساحة اليمنية والإقليمية.
هذا التصنيف من فوائده أنه يطيح بصورة الحوثيين التي حاولوا الترويج لها خلال السنوات الأخيرة كـ”مكون سلام " -ساهمت دول عربية في الترويج لذلك معه أيضاً -في وقت كانوا فيه يقودون مشروعًا طائفيًا عابراً للحدود.
ومع هذا القرار، تلاشت تلك الواجهة المدنية التي كانوا يتسترون خلفها، خاصة مع إدراج رئيس وفدهم التفاوضي، محمد عبدالسلام فليته، ونائبه عبدالسلام العجري، ورئيس المجلس السياسي مهدي المشاط وأخرون ضمن الشخصيات المصنفة إرهابياً ، وهو ما قد يعقد جهود الجماعة في مواصلة حضورها على طاولات المفاوضات مع الأطراف الإقليمية .
صحيح أن تصنيف القيادات الحوثية وعلى رأسهم محمد عبدالسلام ومهدي المشاط ومحمد علي الحوثي لن على تنظيم الحوثي المتماسك داخل جغرافيا الكهوف بقدر ما سيعمل على عزلهم سياسياً ومحاصرتهم إقتصادياً .
من الملاحظ أنه عقب هذا القرار بدات تحركات دبلوماسية أمريكية في المنطقة كان أولها إتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مع نظيره العماني، بدر البوسعيدي، لمناقشة ما أسماه الإعلام الرسمي ب“حالة المنطقة”، بالإضافة الى زيارة السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر الى مسقط مما يشير إلى أن تداعيات القرار الأمريكي ستلقي بظلالها على هذا المسار التفاوضي.
إدارة ترامب، المعروفة بمواقفها المتشددة تجاه إيران وأذرعها في المنطقة، أكدت من خلال هذا القرار التزامها بوعودها السياسية، حيث جاء بيان البيت الأبيض ليشدد على أن إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية هو واحد من الوعود الإنتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب . ولم تكتفِ واشنطن بذلك، بل أعلنت عن مكافأة مالية تصل إلى 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مصادر التمويل السرية للميليشيات، في خطوة تعكس الجدية في استهداف شبكات الدعم المالي للحوثيين.
ومع أن هذا التصنيف يمثل ضربة معنوية وسياسية وإقتصادية للجماعة، إلا أن السؤال الأهم يظل حول مدى تأثيره الفعلي على الأرض. فبين من يراه بداية لخنق الحوثيين إقتصادياً وعسكرياً، ومن يعتبره مجرد ورقة ضغط إضافية لن تغير كثيرا في المشهد، تبقى الأيام القادمة هي الفيصل في كشف تداعيات هذا القرار على مستقبل الصراع في اليمن.