الحوثة ليسوا استثناء !!

‏السياق التاريخي والسياسي الذي ظهر فيه دور الأقليات واستُخدمت كأدوات من قبل قوى خارجية لتحقيق مصالحها في المنطقة العربية وصل إلى نهاية دوره الفعّال. 

‏تلك الأقليات، التي استغلت قضايا شعبية كبيرة كقضية فلسطين غطاءا للوصول إلى السلطة، أصبحت اليوم مكشوفة أمام الرأي العام، بدأت تتهاوى ولم يعد استمرار هيمنتها أمرًا مقبولا في ظل وعي متزايد لدى الشعوب.

‏سوريا: النظام العلوي، الذي اعتمد على دعم الأقلية العلوية بشكل كبير، انهار بعد عقود من الحكم، خصوصًا مع التغيرات التي شهدتها البلاد بعد 2011 والتدخلات الخارجية التي أعقبتها.

‏لبنان: حزب الله، الذي جعل من نفسه ممثل للأقلية الشيعية في لبنان بالقوة، خسر هيمنته السياسية على الدولة اللبنانية والشعبية بسبب تسببه في كوارث للبنان، خصوصًا مع الأزمات الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية التي كشفت عن استياء واسع من ممارسات الحزب الطائفية.

‏العراق: النظام السياسي القائم الذي تهمين عليه الأقلية الشيعية ومن وراءها إيران يواجه تحديات كبيرة، مع حراك شعبي يطالب بإنهاء هذا النمط من الحكم، وما يتعرض له اليوم النظام من عقوبات يضعف هيمنته على الوضع.

‏اليمن: الحوثيون ليسوا استثناء، كأقلية من الأقلية الزيدية، انقلبوا على السلطة في صنعاء منذ 2014، لكن استمرارهم يواجه مقاومة داخلية وخارجية، وعجز عن إدارة مصالح الناس وأصبح سقوطهم مسألة وقت بناءً على وفي هذا السياق.

‏هذه الحركات، التي قامت على أساس طائفي أو أقلي، لم تعد قادرة على المواجهة في عالم بات فيه الوعي الشعبي أكثر وضوحًا، والتدخلات الخارجية أقل فعالية في إخفاء أهدافها.

 

من حساب الكاتب على منصة إكس