ترامب وخامنئي: كبرياء مجروح في فخ محكم

دخلنا هذين اليومين بداية مرحلة جديدة من المآسي سوف تبدأ مصيرا جديدا لكل دول المنطقة قد يستمر لقرن كامل.

أولا: خامنئي يرفض رسالة ترامب

رص على يمينه صفا من العسكريين وعلى يساره المعممين، ثم تكلم خامنئي يوم أمس:
"طلبات أمريكا ستكون عسكرية وأيضا زوال نفوذ إيران في المنطقة"
"سيطلبون تخفيض القدرات الدفاعية وتخفيض مستوى علاقاتنا الدولية (يعني روسيا والصين وكوريا ش وفنزويلا)"
"سوف يأمرون إيران حول ما يجب أن تعمل وما يجب أن تترك، ومن هم الناس الذين يمكن مقابلتهم، وما هو المكان الذي يمكن أن نذهب إليه، وما هي الأشياء التي يمكن أن نصنعها أو ننتجها، وما هي المسافات التي يمكن أن تصل إليها صواريخنا."
"هل يمكن أن يقبل أي أحد مثل هذا؟"

هذا رفض واضح لرسالة ترامب.

رد البيت الأبيض:
 "هذا الأمر جدي للغاية"
"إيران أمامها إما أن تفاوض أو تنضرب"

**
ثانيا: أحوال إيران

١- إيران ضعيفة داخليا وخارجيا واقتصاديا ويرى أعداؤها أن الوقت مناسب للفتك بها.

٢- انقطاع الكهرباء وانعدام البترول والديزل والغاز في بلد نفطي.
٣- قفل المدارس والجامعات بسبب صعوبة التنقل
٤- كبت للحريات وانعدام المعارضة مع ممارسة القمع والإضطهاد لمن يرفض.
٥- سخط شعبي وجمر وقيد كامن تحت الرماد في كل مكان جاهز للإشتعال.

**
ثالثا: الكبرياء الفارسي الشيعي الشرقي

هناك مخزون كبير في إيران من تاريخ الكبرياء المجروح على يد أوروبا وأمريكا وسوف يمنعها من ممارسة "التقية" الشيعية، أو البراجماتية النفعية، أو الصبر الاستراتيجي الذي ابتكره الخميني وخامنئي.

١- طموح إيران
بريطانيا وأمريكا أنهيتا الحكم الدستوري في ١٩٠٦، وثورة مصدق في ١٩٥٢، ويدعمون مع كل دول أوروبا واسرائيل عودة نظام الشاه بهلوي، ويتعاونون مع اسرائيل في عملياتها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحالية.

٢- عقوبات أمريكا
أمريكا، تفرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران حولتها من دولة كان يمكن أن تكون من أغنى الدول إلى واحدة ضمن الأفقر.
مازالت الوطنية الإيرانية مجروحة بهذا حتى الآن.

٣- قاسم سليماني
ترامب، قتل قاسم سليماني.
خامنئي، ربما لم يحب أحدا كما كان يحب سليماني الذي قاد توسعات إيران الخارجية، وانتصر على اسرائيل في لبنان في حرب تموز (يوليو) ٢٠٠٦، وطرد أمريكا من العراق، وأسقط أربعة عواصم عربية.

٤- أصدقاء إيران
أمريكا، هي التي قدمت لإسرائيل كل ما يلزم للقضاء على أصدقاء وحلفاء إيران وأدخلها في العزلة.
هذا كبرياء مجروح وخنق لرئات إيران وحرق لكل أوراق ضغط إيران على السعودية وكل دول الخليج.

٥- هيهات منا الذلة
وهناك تلك الحالة الشيعية من الصراخ: "هيهات منا الذلة" بينما قد قطعوا ذراعك وقدمك.

٦- الاسكندر المقدوني
مازال كل فارسي يصاب بالغثيان والتقزز حتى الآن من ذكر إسم الإسكندر الذي قضى على امبراطورية فارس قبل ٢٣ قرن واحتل القصور وسبى نساء الملك داريوس وبناته وطارده حتى حدود الهند وقتله.

٦- إهانة ترامب، اليوم
يقول ترامب لخامنئي: إما أن تفاوض أو سأقوم بالتعاون مع اسرائيل بضربك.
تم حصر خامنئي في ركن بحيث لا يمكنه سوى الرفض.
خامنئي، بكل مخزون الكبرياء الفارسي والشيعي والوطني المجروح والثأر الشخصي مع قاتل سليماني.
هذا فخ محكم.
لا يستطيع خامنئي أن يفاوض ترامب وهو يرى ما فعله بالرئيس الأوكراني زيلنسكي وهو في ضيافته في البيت الأبيض ثم طرده من مكتبه بينما كان الطباخون قد أعدوا سفرة الغداء.

 

رابعا: فخ ترامب ونتنياهو

ترامب ونتنياهو يعرفان أن خامنئي سوف يرفض ويتمنيان أن يستمر بالرفض.
اسرائيل، تعتبر حصول إيران على السلاح النووي تهديدا وجوديا على الكيان الصهيوني.
قد قضت اسرائيل على الخطر الوجودي الآخر: "الهلال الشيعي".
من سخريات القدر المؤلمة أن هذا "الهلال الشيعي" كان في منتهى الخطورة أيضا على العرب وعلى رأسهم المملكة السعودية.
ومن هنا المفارقة الدرامية بأن الكثير من العرب يتمنون أن تتم الضربة الإسرائيلية الأمريكية على المشروع النووي الإيراني.

اسرائيل، تعتقد أنها بمأمن من أي رد انتقامي مهم بواسطة صواريخ إيران لأن أنظمة الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية قد أثبتت فاعليتها.

**
خامسا: رهانات إيران
**

١- التهديدات، مجرد تهويش ترامباوي.

٢- الصواريخ الإيرانية الفرط الصوتية سوف تغير المعادلات.
والحرب اللا متماثلة Asymmetrical War سوف تمكن إيران من نقل الحرب إلى دول المنطقة، وسوف تتراجع أمريكا.

٣- أن أمريكا لا تريد حروبا طويلة

٥- أفكار العسكر في الجانبين

قادة إيران العسكريون:
 يعتقدون بأنهم يمكن أن يلحقوا الضرر بأمريكا واسرائيل والسعودية ودول الخليج والاقتصاد العالمي.
وأن وطنية شعب إيران سوف تحمي النظام.

قادة أمريكا واسرائيل:
يعتقدون أن إيران سوف تتدمر تماما إذا قاومت وأن الانتقام سوف يكون محدود الأثر وأنه لن تكون هناك حروبا طويلة.
وأن شعب إيران سوف يثور ضد خامنئي.
وأن هذا جيد لكسر المحور الصيني الروسي الكوري الإيراني وسوف يوضح عدم جدوى التحالف معهم.


سادسا: الدهاء اليهودي والدهاء الفارسي

تألق الدهاء الفارسي فوق الدهاء اليهودي يوم تعرض للدغات ما بعد غزو شارون لبيروت في ١٩٨٢.
وعلى يد قاسم سليماني في حرب لبنان تموز (يوليو) ٢٠٠٦.

حماقة الدهاء الفارسي:
ارتكب الدهاء الفارسي خطأ أحمقا فادحا وهو تقوية أقليات مذهبية محلية على أغلبية سكانية عربية سنية، وفقدان السمعة الحسنة لحسن نصر الله التي كان قد اكتسبها في ٢٠٠٦.
العرب، الآن، يكرهون إيران بسبب أذيتها لأربعة بلاد عربية بينما في إيران، يكرهون العرب بسبب ابتهاجهم الذي لا يستطيعون أن يخفوه وهي تتلقى الضربات من اسرائيل.

الدهاء اليهودي، لم يستسلم.
لم يتوقف عن العمل ونجح في زيادة تسخير أمريكا وأوروبا وإلى انغماسهم كلهم في دعم اسرائيل ضد إيران وضد العرب وضد الفلسطينيين.
ثم استجمع الدهاء اليهودي كل مخزونه التاريخي وقضى على أصدقاء إيران في لبنان وهذا أدى لسقوط نظام بشار في سوريا.

نجاح الدهاء اليهودي:
اكتمل نصب الكمين اليهودي لإيران بتبني ترامب ضرورة مشاركة اسرائيل في ضرب إيران.
وقد تكون فرحة النجاح اليهودي بشرذمة العرب فوق ما هم مشرذمين أشد فتكا بالفلسطينيين من انتصارات اسرائيل المعتادة على العرب.

**
سابعا: ميليشيات العراق وحوثية اليمن
**

هناك علاقة تكافلية بين الميليشيات وإيران.
الميليشيات، تكسب إيران مزايا جيو-سياسية إقليمية ودولية، وتبسط نفوذ إيران بثمن مالي رخيص وبدون حاجة لإرسال قوات عسكرية مقابل التزود بالخبراء والسلاح للسيطرة على بقية الشعب.

الجماعة الحوثية في اليمن سيصابون بنكسات بعد ضرب إيران.

من صفحة الكاتب في الفيسبوك