اليوم هو عيد ميلاد "عاصفة الحزم" العاشر.
الحوثيون، احتفلوا عشية أمس بذكرى انتصارهم على "العاصفة" السعودية وأطلقوا على يوم الذكرى إسم: "الصمود".
يحتفل الحوثيون بينما يعلنون أنهم قد تعرضوا في هذا اليوم ل 17 غارة جوية أمريكية.
يحتفل عبدالملك الحوثي في اليمن بينما علي خامنئي في إيران في حالة انعدام وزن ويعوم في الفضاء مثله ولا يدري ما يفعل.
**
أولا: انعدام وزن الحوثي.
**
الحوثيون، يعومون في الفضاء.
انعدام وزن الحوثيين، واضح للغاية.
إنهم على عتبات يوم الدفن بواسطة ترامب ويحتفلون بيوم النصر على السعودية.
السعوديون، قد نسوا الحوثيين تماما.
ولكن الحوثيون خرجوا يوم أمس يذكرونهم.
الحوثيون: احتفال على حافة الهاوية
*
عبدالملك الحوثي يعوم في انعدام الوزن ويخطب محرضا لكل العرب يوم أمس عن أزمة مياه الأردن وأزمة مياه سوريا المصنوعة بأيدي أعدائهم.
مهدي المشاط، رئيس جمهورية صنعاء، يعوم في انعدام الوزن، ويقول أنه رئيس اليمن ويطالب السعودية بدفع "تعويضات الحرب".
جمال عامر، وزير خارجية المشاط، يعوم في انعدام الوزن ويطالب السعودية ب "جبر الضرر" يعني دفع الفلوس التي يدفعها المهزوم ويتهم المملكة بالتهرب من دفع الفلوس التي يجب أن يدفعها مجبرا أي مهزوم.
كيف يمكن تسمية وضع الحوثيين هذه الأيام وهم على عتبات الدفن ويحتفلون بالانتصار؟
السعودية، قد نست أمر الحوثيين تماما بينما إيران على عتبة الدخول في عالم النسيان ولكن الحوثي مازال يتذكر كل شيئ.
رهان الحوثي
*
الحوثي، يعتمد على أن ضربات أمريكا الجوية ستلقى نفس مصير ضربات عاصفة الحزم الجوية السعودية التي انتصر عليها.
الذي يريد أن يهزم الحوثي عليه أن يزحف بقوات برية على الأرض، وهذا صحيح.
ولكن رهان الحوثي قد يكون خاسرا، لأنه قد فقد إيران.
الحروب، تحتاج للتزويد الدائم المستمر بالذخيرة والسلاح والمال والوقود واللوچستيات، وهذا كله قد فقده الحوثي بفقدان إيران.
سوف نحتاج لأسابيع قليلة لنرى نتيجة ضربات أمريكا الجوية على الحوثيين المصحوبة بانعدام شرايين الحياة على ماكينة الحرب الحوثية.
الحوثي لا يمكنه الخروج
*
الحوثي لا يمكنه الخروج من حالة انعدام الوزن وسوف يظل يعوم في الفضاء حتى يخرج من هذه المجرة أو يسقط صريعا بشهاب ساطع أو نيزك خامد.
قد ربط الحوثي نفسه بضرورة عودة "الإمامة" وحق "الولاية" بحيث لا يمكنه الاستمرار بالعيش بدونهما وسوف يبقى عائما حتى يفنى.
وعندها سوف تعود اليمن لتدخل في حالات انعدام وزنها الأخرى والعوامة بين المجلس الرئاسي وبين عيدروس الزبيدي والانفصال وأطماع الإمارات وغموض السعودية.
**
ثانيا: انعدام وزن خامنئي
**
انهيار عملة وصعود صواريخ ودراسة رسالة ترامب
*
انهارت العملة يوم أمس وأصبح دولار واحد أمريكي يشتري أكثر من مليون ريال إيراني.
وفي نفس الوقت، يوم أمس، يذهب قائد سلاح الصواريخ الإيراني إلى نفق تحت الأرض ويتصور مع الصواريخ ويهدد أمريكا بأنه يملك من هذه الأنفاق تحت الأرض بأرقام لا حصر لها ولا عد.
وفي نفس الوقت، يقول خامنئي بأنه مازال يدرس رسالة ترامب التي تهدده وتأمره بتوقيف تخصيب اليورانيوم وإلغاء المشروع النووي وتوقيف التعامل مع الميليشيات الحوثية في اليمن وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق وإلا فإن أمريكا سوف تقوم بضرب إيران وتنفيذ أهدافها بالقوة.
ويقول خامنئي بأنه لا يمكن أن يفاوض ترامب تحت الضغط والتهديد.
إذا اعتمدنا على الظاهر، فسوف نقول بأن خامنئي هو بنفس حالة انعدام وزن الحوثي، ويعوم في الفضاء مثله.
ولكن "العقل الفارسي" الإمبراطوري يعرف بطريقة أفضل معنى الهزيمة والنصر وعدم توازن القوى.
ولكن "العقل الشيعي"، يعرف جيدا ضرورة "التقية" والتملق للعدو البطاش ويمكنه إرجاء "هيهات منا الذلة" إلى يوم آخر.
ولكن "الدولة الإيرانية"، تدرك أن "البقاء" هو أهم من اعتبارات الكرامة والكبرياء الشخصي وأن الخروج من عقوبات ترامب بالضغط الأقصى والخروج من العزلة وإنقاذ شعب إيران من سوء الأحوال المعيشية هي كلها خير وأجدى وأبقى من التوسعات الإقليمية والشعارات الشيعية.
ولكن أهم شيئ عند النظام الإيراني، هو "البقاء"، ويمكن لخامنئي أن يخطط لبقاء النظام ضمن بقاء الدولة الإيرانية.
نحن نراهن على أن العقل الفارسي والتقية الشيعية والحرص على البقاء، كلها سوف تمكن خامنئي من الخروج من حالة انعدام الوزن.
وسوف يستمر الحوثي بالعوامة وحده في الفضاء حتى يتلاشى.
وسوف نحصل على نتائج كل الرهانات خلال أسابيع قليلة.
عبدالقادر الجنيد
٢٦ مارس ٢٠٢٥
تابع المجهر نت على X