ما هي الصورة في اليوم السابع والثلاثون لضربات ترامب ضد الحوثيين؟
مازال ترامب يضرب الحوثيين وحده.
مازالت لا توجد أي علامات لبدء الحرب البرية.
مازالت الإمارات غامضة بشأن الحرب البرية
مازالت السعودية تخطب ود الإيرانيين ولا تفكر بالحرب البرية.
مازال هناك اليقين بأن الحرب البرية لن تبدأ إلا إذا انغمس بداخلها السعودية والإمارات.
مازال اليمنيون مفككون ويزدادون تفككا وهذا لا يخدم احتمال انطلاق الحرب البرية.
هناك احتمال أن تضيع الفرصة السانحة باستعمال ضربات أمريكا ضد الحوثيين إذا استمر الخليجيون في حساباتهم واستمر اليمنيون في خلافاتهم.
نحن سوف نرصد ما نراه ونسمعه مع كل الناس، فقط.
لن ندخل في النوايا الخفية التي يقول أصحابها أنها تدور في السر من باب: "استعينوا على قضاء حاجاتكم بالكتمان".
هذا هو ما ظهر يوم أمس:
تغريدة سفير أمريكا- خطاب المشاط- كلام عن حزب الإصلاح- ترامب مازال يضرب الحوثيين- اليمنيون يحتاجون أن يجتمعوا ويتوحدوا
**
أولا: تفكك الشرعية اليمنية
**
"تفرقت أيدي سبأ"
{فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ..}
بعدها أخذ كل طائفة منهم طريقها على حدة.
هل قد حُكِم علينا أن نتفرق كما قد سبق وحُكم علينا في سالف العصر والزمان.
حال اليمنيين، الآن:
*
هناك الحوثيون، وهم مصممون على السيطرة على اليمنيين وإخضاعهم.
هناك الحوثيون، وهم جبهة واحدة ومعهم قائد واحد يشيرون إليه بإسم: "سيدي عبدالملك" ويصفونه بأنه "عَلَم الهُدى"
وهناك الغالبية العظمى من اليمنيين وهم يكرهون الحوثيين كره العمى وأكثر.
… ولكنهم "متمزقون"
… وقد "تفرقت أيديهم"
… وقد "باعد الله بين أسفارهم"
… وقد وضعهم الأجانب تحت "مجلس رئاسي قيادي"
هل يمكن أن تتمزق اليمن؟ وأن تتفرق أيديها؟ وأن تصعب أسفارها وتنقلاتها؟ أكثر مما يحدث لهم هذه الأيام؟
من الذي يستطيع أن يعد ويحصي عدد الفئات والمسميات والقيادات الغير متوافقين، والمسؤولين "المحاصصين والمناصفين" والميليشيات والممولين والمتمولين؟
وكلهم متنابذون مفككون ضائعون.
**
ثانيا: السفير الأمريكي وحضرموت
**
كانت شهرة الحضارم، هو أنهم قد يتفرقون في صداقاتهم الخارجية بين الرئيس صالح أو الإشتراكي أو بين السعودية والإمارات، بين الضالع وسنحان،
… ولكن الحضارم أبدا لا ينزلقون إلى المهاترات فيما بينهم ولا تحدي بعضهم البعض كما يحدث مثلا في تعز وإب وتهامة.
… لكن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي والإمارات والسعودية، قد فعلوا هذه الأيام بالحضارم ما لم يستطع أن يقوم بمثله الأوائل.
السفير الأمريكي- ستيفن فاجن- شعر بالامتعاض واستهجن الأمر بتغريدة في X تويتر
( "تؤكد الولايات المتحدة على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في حضرموت")
("شدَّد على ضروة التوحد لمواجهة الحوثيين")
(لم يذكر السعودية والإمارات ولا الانفصال، ولكن المطلوب أيضا أن تتوقفا عن ممارسة الصراع في حضرموت عبر أتباعهم)
{{ هذا هو ما يعنينا من تغريدة السفير
*
أن تمزق اليمنيين كبير.
أن ضياع اليمنيين قد فاق الحد لدرجة أن السفير الأمريكي قد احتاج لأن يستعمل مع الحضارم كلمتي: "ضرورة التوحد" وكلمتي: "مواجهة الحوثيين".
الحضارم- الذين لا يتنابذون- قد احتاجوا لستيفن فاجن أن ينصحهم أو يأمرهم ألا يتنابذوا. }}
**
ثالثا: خطاب المشاط
**
مهدي المشاط، هو الشخص الذي عينه الحوثي رئيسا على أتباعه في العاصمة المحتلة صنعاء.
وقد اجتمع وخطب بعدد من الأتباع في مكان مموه الجدران، الغالب أنه سرداب تحت الأرض، وقال كلام كثير سوف نتطرق بداخله فقط لما يعنينا في موضوع اليوم:
١- افتخر المشاط بأن معهم قائد واحد فقط.
وأنهم ينفذون كلام عبدالملك الحوثي، مهما كان، ولا يحتاجون لقيادة "جماعية" ولا "توافقية".
٢- حذر المشاط اليمنيين، بأن مع الحوثيين جواسيس بينهم في كل مكان وأنهم يعرفون ما يفكرون به أولا بأول.
٣- هدد المشاط اليمنيين، بأنه سوف يبطش بيد من حديد بمن يفكر بالتمرد والمقاومة واستغلال ضربات أمريكا على الحوثيين.
{{ هذا هو ما يعنينا من خطاب المشاط:
*
١- الحوثيون معهم قائد واحد.
٢- الحوثيون يستعملون الرعب والترويع لإخضاع اليمنيين.
٣- البقاء تحت سيطرة الحوثيين، هو أمر لا يطاق. }}
**
رابعا: كلام عن حزب الإصلاح
**
خرجت منشورات من أنصار حزب المؤتمر وتم الرد عليها بمنشورات من أنصار حزب الأصلاح.
احتجت ليوم كامل لأقرر ما إذا كان علي تجاهلها (وهي تستحق التجاهل) أو أن هناك ضرورة للصراحة والكشف عن العيوب بغرض تصحيح الوضع وليس بغرض تكريسه ( وهذا أمر يستحق النقاش والإعلان).
قد سمعنا ورأينا أشياء غريبة بسبب تمزق اليمنيين وتفرق أيديهم، ولكن ما قرأنا يوم أمس في الوسائط الاجتماعية يحتاج وقفة خاصة.
خصوم الحوثيين الذين نطلب منهم أن يتحدوا صفا واحدا في مواجهة الحوثيين، تنابذوا يوم أمس علنا:
خصوم الإصلاح، يقولون:
*
١- أنهم جاهزون للحرب البرية ضد الحوثيين.
٢- أن ما يمنع الحرب البرية هو أن يحصل حزب الإصلاح على مكانة رفيعة بعد التخلص من الحوثيين.
أنصار الإصلاح، يقولون:
*
١- إذا كنتم خائفون من حزب الإصلاح، لا تخافوا.
تفضلوا وانطلقوا من المخاء وحرروا الحديدة.
تفضلوا وانطلقوا من الضالع وحرروا مدينتي إب و يريم، واتركوا تعز ومارب تحت احتلال الحوثي.
٢- إذا كنتم تعتقدون بأن التحرير لا يمكن أن يتم إلا بمشاركة حزب الإصلاح، فإن كلامكم لا يستقيم.
لا يمكن أن تطلبوا من حزب الإصلاح أن يحرركم ثم يسلم الأمر لكم لكي تحكموهم.
{{ هذا هو ما يعنينا من هذه التنابذات مع حزب الإصلاح
*
١- "هذا مش وقته"
هذا الكلام موجه لخصوم حزب الإصلاح قبل أنصار حزب الإصلاح.
٢- الحوثيون، يستمتعون برؤية هؤلاء الأعداء الذين يكرهون بعضهم البعض أكثر مما يكرهون أعداءهم الحقيقيين.
٣- "هذا يدخل في باب: حجة البليد مسح التختة- السبورة"
٤- "اليمن، تحتاج كل أبنائها لتحرير اليمن من قبضة الحوثيين"
من يستطيع أن يتقدم الصفوف، فليفعل.
ونحن من سنحكم.
٥- "يمكنكم العودة للخلافات السياسية المشروعة بعد أن تصل اليمن إلى وضع الاستقرار " }}
خاتمة
*
ضربات ترامب، تخلق فراغ قوة واضح في اليمن، وسوف نحتاج وقت لنعرف من سوف يملؤه.
… والوقت يضيع.
من الذي يستطيع أن يخرجنا من هذا الوضع؟
هل هو نحن بأنفسنا؟
هل هو الرئيس؟
هل هو ستيفن فاجن (أمريكا)؟
هل هو طحنون (الإمارات)؟
هل هو آل جابر (السعودية)؟
أم أننا سوف نستمر بظلم أنفسنا، قبل أن يظلمنا غيرنا؟
{فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ}
تابع المجهر نت على X