الحقائق المؤكدة على الأرض والتمنيات والأحزان السعودية وأمريكا في اليمن

هناك تطورات كثيرة ومتتابعة طوال الوقت.

ومع كل تطور هناك:

١- هناك حقائق مؤكدة جديدة

٢- هناك أحلام وأوهام جديدة

٣- هناك هزائم وأحزان وإحباطات جديدة

 

والملاحظ أنه مع نفس الحدث الجديد ونفس التطور الجديد، يتم انقسام الآراء حوله على أنه انتصار… أو تمنيات وأوهام… أو هزيمة وأحزان.

 

هذه محاولة لرصد ما نعتبره تطورا هاما جديدا وقد أصبح حقيقة على الأرض

… ولكننا سوف نزيح عنه أوصاف الانتصار… والتمنيات… والهزيمة.

 

**

أولا: تصالح السعودية وإيران 

**

 

١- حقيقة: السعودية لن تصارع إيران

*

السعودية، هي التي قررت المصالحة ولا يعود الفضل في ذلك لإيران ولا للصين.

أمريكا تحت الرئيس بايدن، كانت تريد تجميد حرب اليمن بأي طريقة، ولكن ليس بهذه الطريقة وليس عن طريق الصين، ولكن بايدن اضطر للتغاضي.

 

{{ الحقيقة المؤكدة: إيران لن تقوم بضرب السعودية "كما فعلت من قبل" بالصواريخ والمسيرات الدرونز مباشرة أو عن طريق الحوثيين بعد أن وقعت وثيقة المصالحة في الصين. }}

{{ من انتصر ؟ من يتمنى ويحلم؟ من انهزم؟

… لا يهم. }}

 

٢- السعودية: قرار الانفكاك عن اليمن

*

فتحت مصالحة السعودية مع إيران الطريق لزيارة السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر للحوثيين في صنعاء وبعدها لعقد اتفاق بين السعودية والحوثيين تحت إسم خارطة الطريق.

اليمنيون- كالعادة منقسمون حول السعودية- بين نظريات العجز ونظريات المؤامرة وبين الحفاظ على حديقتها الخلفية أو الانطلاق إلى عوالم جديدة.

 

{{ الحقيقة المؤكدة: السعودية لن تحارب الحوثيين "كما فعلت من قبل" بالطائرات ولن تساند الشرعية في معارك برية. }}

 

{{ من انتصر؟ من يتمنى ويحلم ؟ من انهزم؟

… لا يهم. }}

 

**

ثانيا: أمريكا تضرب الحوثي وسط مشاهد يمنية سريالية

**

 

مرة أخرى سوف نركز على الحقائق المؤكدة فقط.

 

١- الحوثي يتهاوى

*

لا يمكن تصور أن يبقى الحوثي على نفس قوته بعد كل هذا الضرب.

الضربات الأمريكية، هائلة ولكن عيبها الأكبر هي أنها مجرد قوة نارية بدون مشروع سياسي.

 

ولا يمكن تصور أن يحافظ الحوثي على تأثيره ونفوذه بعد حرمانه من مساعدات المنظمات الدولية وبعد قطع طريق الإمدادات النفطية المجانية من إيران.

 

الحوثي، يقول بأنه ينتصر على الأمريكيين لمجرد بقائه على قيد الحياة، ويتمنى أن ييأس الرئيس ترامب ويتوقف وأنه سوف يعود بعد ذلك لممارسة هوايته المفضلة بإلحاق الهزائم بحكومة ورئاسة الشرعية وانتزاع المكاسب من السعودية.

 

{{ هذه تمنيات حوثية لطيفة.}}

{{ الحقيقة المؤكدة التي تبقى هي أن الحوثي يتهاوى.}}

 

٢- الشرعية: غياب رد الفعل

*

أمريكا، تقصف الحوثيين لأكثر من شهر ونصف، ولم تنطلق التشكيلات العسكرية التابعة لأعضاء المجلس الرئاسي من أي إتجاه لانتهاز فرصة انكسارات الحوثيين.

 

هناك من يؤكد أن جيوش الشرعية، قادمة لا محالة.

وأن سكون الشرعية ومراقبتها لضربات ترامب على الحوثيين لمدة خمسين يوم إنما هو نوع من العبقرية العسكرية وإنما هو السكون الذي يسبق العاصفة.

 

{{ … هذه تمنيات شرعية لطيفة.}}

{{ الحقيقة المؤكدة التي تبقى هي أن الشرعية لن تنتهز فرصة ضربات ترامب.}}

 

٣- تناقضات السعودية والإمارات

*

الإمارات، ترسل نائب الرئيس عيدروس الزبيدي إلى حضرموت وسقطرى،

وترسل رئيس مجلس النواب إلى المخاء لإظهار نائب الرئيس طارق صالح.

 

السعودية، تستعمل أشياءها الثلاثة: "هيئة التشاور والمصالحة".. "المكونات السياسية اليمنية".. "الأحزاب اليمنية" في خطوة مضادة لمساندة رئيس المجلس الرئاسي،

وتبتكر أشياء جديدة في حضرموت مع إبن حبروش لمناوأة عيدروس والإمارات

 

هذه إشارات يلتقطها اليمنيون ويضفون عليها ما يشاؤون من تفسيرات.

 

{{ الحقيقة المؤكدة التي تبقى هو أن هناك تناقضات بين أغراض السعودية والإمارات داخل اليمن. }}

{{ هذه كلها أشياء ليست لطيفة لليمنيين.}}

 

٤- مأزق المجلس الرئاسي

*

أعضاء المجلس الرئاسي لا يجتمعون، ويتحركون ضد بعضهم البعض بطرق مستترة وأخرى واضحة، ويستجيبون لتوجيهات مموليهم أكثر مما يسمعون كلام رئيسهم، والممولون الموجهون متناقضون.

 

هل العيب في فكرة الشرعية؟.. أم في فكرة المجلس الرئاسي؟.. أم في نوايا الحلفاء الذين خلقوا المجلس الرئاسي؟

 

{{ الحقيقة المؤكدة التي تبقى هي أن المجلس الرئاسي ممزق وواقع في مأزق.}}

{{هذه كلها أشياء ليست لطيفة لأهداف الشرعية.}}

 

هذه مجموعة مشاهد يمنية سريالية، تتولد وسط الضربات الأمريكية على الحركة الحوثية.

 

٥- انتظار مفاوضات أمريكا وإيران

*

ما يهم السعودية هو ألا تقوم إيران بالانتقام من المملكة إذا فشلت المفاوضات وقامت اسرائيل وحدها أو مع أمريكا بضربها.

أي شيئ آخر- مهما كان- لا يهم.

إيران، مبسوطة من اهتمامات وهموم المملكة وتأخذ منها ما تبسر.

ولكن طهران لم تتوقف عن القول بأن الضرر سوف يلحق بالجميع وأنها سوف تشعل النيران في كل المنطقة إذا تعرضت للضرب من أي جهة.

هذه هي ورقة الضغط الوحيدة الباقية مع إيران التي قد تقنع أمريكا بعدم ضرب المشروع النووي الإيراني.

 

{{ الحقيقة المؤكدة، هي أن إيران لن تتخلى عن ورقة ضغطها أمام أمريكا مقابل ملاطفات السعودية أو مقابل هدايا لطيفة مالية مادية ومعنوية وتنازلات للحوثية. }}

{{ هذه أشياء ليست لطيفة تسمعها السعودية.}}

 

{{ الحقائق المؤكدة من مجموعة هذه المشاهد السريالية، هي:

١- لا أحد يعمل فعلا لمصلحة اليمن واليمنيين.

٢- مصاعب اليمن ومآسي اليمنيين سوف تستمر.

٣- استقرار اليمن مازال بعيد المنال.