‏أكاذيب الحوثيين لا تصمد أمام من يقولون الحقيقة

مؤخرا، نشرت قناة مصرية خبرا على فيسبوك عن استهداف الحوثيين لحاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" وعدد من القطع البحرية في البحر الأحمر. لكن بدلا من التفاعل المؤيد لهذا الخبر كالعادة، تحول المنشور إلى ساحة سخرية واسعة من "أكاذيب الحوثيين"، في دلالة واضحة على تغير المزاج المصري، وربما العربي عموما، تجاه بيانات يحيى "تبيع"، الذي لطالما غلف تصريحاته بشعارات "المقاومة" و"الردع" و"الدفاع عن غزة" وقدم نفسه كممثل لليمنيين.

 

العصابة السلالية تزعم - منذ أشهر - استهداف مواقع إسرائيلية وسفن أمريكية، دون أن يظهر في الواقع أي أثر حقيقي لذلك. لا حاملات طائرات تضررت، ولا قواعد أُصيبت، ولا جنديا أمريكيًا قتل بصواريخ الحوثيين ومسيراته، ولا العدوان على غزة توقف بسبب عمليات الحوثيين التي تهدف بالأساس إلى ابتزاز المجتمع الدولي للاعتراف بهم وشرعنة سيطرتهم على اليمن.

الحقيقة التي يجب أن نكررها لإخواننا العرب هي أن صواريخ الحوثيين لا تقتل إلا اليمنيين.

يجب أن يعرفوا أن المسيرات الحوثية لم تغير شيئا في البحر الأحمر، لكنها مزقت أجساد أطفال اليمن ودمرت منازلهم.

رصاصاتهم لا تصوب نحو "العدو الخارجي"، بل توجه إلى صدور اليمنيين السنّة ومن لا ينتمون لعرقيتهم في الغالب، في مسار واضح من الاستهداف "العرقطائفي".

يجب أن نذكر اخواننا العرب بأن عصابة الحوثي قتلت ما يقارب 800 ألف يمني منذ عام 2004 وحتى اليوم، لكنها لم تقتل جنديا واحدا ممن ينتمي لدول "الاستكبار العالمي" كما تصفهم.

يجب أن يعرف الاخوة العرب بأن عمليات الحوثي في البحر الأحمر لم تضر إلا اليمنيين واخواننا في مصر الذين خسروا أكثر من ٧ مليار دولار خلال ٢٠٢٤ من إيرادات قناة السويس.

من يتاجر اليوم بقضية فلسطين لا يفعل ذلك نصرة لها، بل لاستغلالها كورقة ضغط من أجل انتزاع الشرعية في اليمن وامتلاك رقاب وثروات اليمنيين.

من يرفع شعار "الموت لأمريكا" يفتتح في المقابل عشرات المقابر في اليمن ليدفن فيها ضحاياه الذين قتلهم بسلاحه، أو ماتوا بسببه.

علينا ألا نكل ولا نمل من قول الحقيقة، وكشف أكاذيب الحوثيين... لأن الكذبة إذا تكررت، قد يصدقها الناس، إلا إذا واجهناها بالصوت العالي والكلمة الصادقة.