جريمة قتل غادرة تغتال تعز في شخص الشهيدة إفتهان المشهري

الذي حدث اليوم في مدينة تعز مؤلم ومحزن إلى حد لا يحتمل.. إغتيال مديرة صندوق النظافة #الشهيدة_إفتهان_محمد_المشهري بهذه البشاعة والوحشية، يدل على مقدار التغول الذي بلغته الجريمة المنفلتة من عقال الرجولة والمروءة والشرف. عشرون رصاصة استقرت في رأسها وجسدها الطاهر، تدل على أن القتلة كانوا حريصين على الفتك بحياتها ودورها ورمزيتها، وفي ذلك من الدلائل ما يدفع إلى التعامل مع هذه الجريمة بحس جنائي وأمني وسياسي. 

 

تشير هذه الجريمة الغادرة والبشعة، بكل أسف، إلى مستوى التَّوحش الذي يستند إلى وفرة السلاح والرصاص واستخدامهم بشكل خاطئ وإجرامي، ويفسح المجال لتنامي أدوار الأدوات الرخيصة وقطعان القتل المأجورة، التي تتجاوز حدود ممارسة القتل لغايات شخصية بغيضة ومريضة وأنانية، إلى التصرف وفقاً للأجندات السياسية والأمنية والاستخبارية التي تديرها أطراف داخلية وخارجية ضد تعز.

 

تعز منذ بدء الحرب كانت هدفاً مستباحاً للجميع، وقدأثبت أبناؤها كفاءتهم في التعامل مع العدوانية الإر-هابية الداخلية المأجورة وتلك العابرة للحدود، لكن ما رأيناه ونراه وربما سنراه في المستقبل، هو عمليات تحطيم لنموذج تعز الرائع كمرجل للمواطنة والهوية المشتركة والانتماء النقي لليمن الجمهوري العتيد.

 

هذه الجريمة ليست كسابقاتها، فالضحية فيها ليست الشهيدة افتهان وحدها، بل الرجولة والشهامة والشرف والمعنى النبيل لتعز المدينة اليمنية العابرة للانتماءات الضيقة.

 

العدو في هذه الجريمة استهدفنا جميعاً أراد أن يقول إن تعز ليس كما تتخيلونها، بل كما نريدها أن تكون إلى أن تستسلم تماماً.. القاتل أراد أم لم يرد ليس إلا أداة قذرة وغادرة وعديمة الشرف.

 

الوضع في تغز يحتاج إلى مراجعة شاملة، الناس يجب أن يعودوا إلى منازلهم، ويجب أن تسقط كل الحجج اللعينة التي حولت بعض البيوت إلى تركة مستباحة للمسلحين، وبعضهم للأسف يلبس البزة العسكرية.

 

سأحدثكم لاحقاً عن قضية كنت طرفاً فيها، حيث يضع المسلحون أيديهم على فيلا أحد أكبر رجال الأعمال، ولها رمزية تاريخية كبيرة. صدمت بموقف من كنا نتغنى ببطولاتهم من هذه القضية وبحجم التواطؤ الذي يمارسونهم ضد حقوق الناس.. وإذا لم تحل قضية هذه الفيلا فسنتحدث عنها بالصوت والصورة والأسماء والأدوار. والله المستعان.

أتقدم بأحر التعازي إلى والد الشهيدة المغدورة الأستاذ محمد المشهري القنصل الفخري لليمن في إسطنبول، وإلى والدتها وأشقائها وشقيقاتها والى زوجها وأبنائها وعائلتها جمييعا.  

 

إنا لله وإنا إليه راجعون