حمود العودي اليساري العتيد، والأكاديمي العتيق، وأستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء وأكبر أعضاء هيئتها التدريسية سنًا في معتقل الحوثة، ولطالما شكَّلَ وجوده في صنعاء هو ورفاقه فرصة ثمينة للعصابة الانقلابية لدعم ادعائها الزائف بأنها تحظى بقبول طيفٍ اجتماعي وسياسي وطني متنوع.
لم يكون وجود الحوثة في صنعاء خياراً مثالياً لليسار ومكونات الطيف السياسي الأخرى، لكنها عبرت عن ارتياحها الحذر لنتائج الصراع المسلح الذي خاضه الحوثة بمباركة العالم مع قسم من جيش حكومة الوفاق الوطني الانتقالية، التي ضخ الإعلام الممول سيلاً من الرسائل السلبية والعدائية حينها ليقنعنا بأن تلك السلطة كانت شأنا يخص التجمع اليمني للإصلاح.
وقع الدكتور العودي هذا اليوم في أصعب اختبار له منذ سقوط صنعاء. فقد اضطر أن يقول الحقيقة بعد أكثر من عقد من التعايش الحذر والصبر على المكاره والفقر الناجم عن انقطاع المرتبات.
تحدث بشجاعة برغم علمه بالكلفة العالية لأي موقف ناقد خصوصاً إذا لامس السردية الطائفية الإمامية التي تمضي بقوة وصلافة نحو تثبيت "الحق الإلهي"في الحكم لهذه الشرذمة.
كل ما فعله الدكتور حمود العودي، هو أنه استشهد بنتائج انتخابات نيويورك التي فاز فيها مسلم من أصول هندية أوغندية، بصلاحيات هائلة وميزانية تصل إلى 120 مليار دولار، وبشخص من أصول باكستانية فاز منذ سنوات بمنصب عمدة العاصمة البريطانية لندن، بواسطة الديمقراطية، وهي النهج الذي جاء به دين الله وشرعه كما أوضح الدكتور العودي.
لا تقبل هذه الجماعة بهدم سرديتها بشأن "الأحقية الإلهية" في الحكم، ولن تفرط بمزايا السلطة التي جعلت أراذلهم وصعاليكهم وغمارهم أغنياءً وملاكاً وأصحابَ مناصب، فيما يعاني اليمنيون في القرن الواحد والعشرين من انعدام الرواتب والجوع ومحدودية الوصول إلى الوظيفة العامة، والتهديد المحدق بالنفس والمال والكرامة.
#الحرية_للدكتور_حمود_العودي_ورفاقه
تابع المجهر نت على X