الثلاثاء 08/أكتوبر/2024
عاجلعاجل

عندما وقع الحوثيون في " حفرة" رداع

يشعر الحوثيون بوطأة جريمتهم الشنعاء التي أقدموا عليها في حي الحفرة بمدينة رداع التاريخية. فما كانوا يفعلونه بغطاء إقليمي وأمريكي قبل عشرة أعوام في هذه المدينة ومحيطها بذريعة مكافحة الإرهاب، يتحول اليوم إلى ممارسة إرهابية بحق سكان المدينة الذين قرروا الدفاع عن حريتهم وكرامتهم، ولتنكشف الحقيقة أمام اليمنيين، فما من طرف في اليمن مارس الإرهاب واستخدمه وسيلة لتحقيق أهداف سياسية أكثر من هذه الجماعة. 

 

آل ناقوس والزيلعي، العائلتان اللتان تصدرتا المشهد الوطني منذ امس الثلاثاء، لن يزول اسمهما من الذاكرة الوطنية، بفضل شجاعة ابنائهما الذين قرروا مواجهة عنف وجبروت وطغيان واستكبار جماعة الحوثي.

 

عندما قرر ابراهيم الزيلعي الثأر لمقتل أخيه، كان الأفق أمامه مسدوداً، فالقاتل هو المشرف الحوثي على مدينة رداع، ولا رادع لجرائمه إلا بالطريقة التي قرر بها الزيلعي تصفية حسابه من القاتل المتكبر أي بالسلاح، لذا قررت الجماعة استدعاء خبرة الكتائب الإجرامية المتخصصة في العنف والتي قدمت من صنعاء خصيصاً لإنزال العقاب بأنباء مدينة رداع من خلال تفجير المنازل.

 

قررت الجماعة الطائفية إثر اشتعال المشهد الوطني في وجه هذه الجريمة أن تتصرف، لا كعصابة، بل كسلطة مسؤولة هذه المرة، فلم تنكر الجريمة ولكنها سعت إلى إعادة تأطيرها باعتبارها فعل متهور أقدمت عليه المستويات الأدنى في منظومة صنع القرار الأمني. 

 

ومع ذلك وقعت هذه الجماعة في خطأ غير محسوب عندما اعتبرت أن الخطأ يتركز في وقوع اضرار جانبية وليس في التفجير بحد ذاته، مما يعني أن تفجير منزل الزيلعي كان عملاً مقصوداً لذاته ونُفذ وفقاً للنهج القمعي وعقيدة الصدمة اللذين ميزا مسيرة العنف الحوثية خلال العقدين الماضيين.

 

فقد شكل تفجير المنازل والمساجد، ذروة الاستكبار، والوسيلة الأكثر قسوة التي استخدمها الحوثيون لكسر إرادة اليمنيين. لكن هذا السلوك فقد تأثيره اليوم بسبب شجاعة أبناء مدينة رداع، وهي المدينة التي تدخل في إطار المسؤولية العشائرية لقبائل (قيفة) المعروفة بشكيمتها وشجاعة أبنائها .

 

إن النتيجة الحتمية لجريمة رداع تبدو واضحة للعيان، فالمسيرة فقدت السلاح الأكثر ردعاً، مما يُنذر بسقوط نهج الاستكبار والعلو والعنف والغلو والتطرف والجبروت الذي ميز أداء جماعة الحوثي الطائفية، منذ ظهورها كجماعة مسلحة في صعدة وحتى تمكينها من إسقاط صنعاء وتسلم إمكانيات الدولة اليمنية والتصرف بها وفقاً للأجندة الطائفية للجماعة والرؤية الجيوسياسية لإيران أكبر داعم لهذه الجماعة.