لم أكن مخطئا على ما يبدو عندما فضلت عدم الانتظار حتى تصل الطائرات المسيرة الإيرانية الى أهدافها، ومتابعة نتائج الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني..
الأثر العسكري شبه معدوم، لكنه من الناحية المعنوية ساهم في تهشيم صورة الكيان الصهيوني باعتباره كياناً يفقد شيئا فشيئا قدرته الخارقة وحصانته الدعائية ضد الأسلحة المعادية، علما بأن الصواريخ الإيرانية لم تحدث الأثر التدميري نفسه لصواريخ المقاومة الفلسطينية في معركة الطوفان والمعارك التي سبقتها.
اختارت إيران منطقة النقب وهي صحراء فيها قواعد عسكرية محصنة، لكنها بعيدة عن التجمعات السكانية بما لا يتكافأ مع الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشأة دبلوماسية في قلب العاصمة السورية دمشق.
على مسار الصواريخ والطائرات المسيرة الذي تطابق تماماً مع خط الامداد الايراني لنظام بشار الأسد وحزب الله نشط سلاح الجو الأمريكي والبريطاني وأسلحة جوية أخرى في المنطقة وتم تدمير العشرات من الطائرات المسيرة قبل وصولها الى أهدافها.
سقوط صواريخ إيرانية في العراق يذكرنا بسلاح الدروع الروسي في الحرب الأوكرانية، ومن المؤكد أنه اصاب قوة الردع الإيرانية في مقتل.
يلاحظ أن إيران حرصت على عدم الزج برأسمالها الجيوسياسي الذي يمثله حزب الله في هذه الهجمات، ليبقى النشاط العسكري للحزب ضمن قواعد الاشتباك التي تلتزم بها الأدوات الإيرانية في مناوشات لم تخفف من وطأة العدوان على غزة ولم تحد من جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد القوات الصهيونية.
قبل الهجوم جرى إيقاف نشاط الطيران المدني في مسار الصواريخ والطائرات المسيرة الايرانية وتم تحديد المساحة الزمنية لهذا الشلل الجوي المؤقت على نحو يشعر المراقب بأن الهجمات الإيرانية تمت ادارتها من غرفة عمليات مشتركة مع امريكا ودول المنطقة.