تعز اليوم مدينة يَعرفها العابرون جيداً، لم تعد كما وصفها الكاتب محمود ياسين ذات استطلاع: بأنَّ «لديها رقة أنثى، وقلق شاعر، وتاريخ لا تدري كيف توظفه».
تعز اليوم لديها قلب رجل شجاع، وتوجس مُحارب فذ، وتاريخ تحسن توظيفه، تعيد صياغته من جديد، تصنعه كل يوم.
تعز مدنية بطبعها، كانت وما تزال تواقة لدولة النظام والقانون، وانتصارها على أعدائها، أعداء الدولة والحياة، يعني التأسيس لقيام الدولة الاتحادية المنشودة. وأي حل يتجاوز هذا الخيار الناجع، خيانة لدماء الشهداء، وسيعيدنا حتماً إلى ثلاثية الفيد، والهيمنة، والإخضاع، التي ثرنا وما زلنا نثور عليها.
تعز اليوم تصنع تاريخها، تثأر لشهدائها، تواجه مُحاصريها، تُحاصرهم، تفضحهم، تعريهم، تسحق ماضيهم، وحاضرهم، ومستقبلهم.
وجل ما ترجوه من أبنائها المسكونين بأوجاعها، أنْ يتحلوا بقدر كبير من المسئولية، وأنْ يجعلوا ذواكرهم مُتقدة حية، وأنْ يترفعوا عن المهاترات الجانبية، وأنْ يتحرروا من قابليتهم للفرقة والشقاق، وأنْ يستحضروا في كل لحظة وآن، قوله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، وأنْ يعتصموا بحبل الله جميعاً ولا يتفرقوا.