ستفتح الطرق وقد تكون تمهيداً لسلام أشمل او تكون انذارا بحرب أوسع.
ستُفتح الطريق بين الحوبان والمدينة، وهذا سيسهل حركة الناس وأموالهم وأمتعتهم كما هو مرجو.
ومع الناس تنتقل الأفكار ايضا.
لدينا حقيقيتين اجتماعيتين متعارضتين تماما لا تفصل بينهم سوى كيلومترات محدودة.
منطقة الشرعية في تعز وهذه منطقة رغم تعرضها لابشع الجرائم الحوثية إلا انها تلوم الشرعية على الكثير مما لم يحدث لتحسين المعيشة ويسرى فيها خطاب مجروح من الحوثي وناقد وساخط من الشرعية بحكم تعدد الاراء والهامش المتاح للتعبير وتداخل نقد الشرعية بدعاية الحوثي الشرسة والمنتظمة والممنهجة.
وان كان الناس في تعز لا يحبون الحوثي إلا انهم لم يتعرضوا لثقافة تقديس طرف او شخص ولم يتعرضوا لتغيير في المناهج. بل ان الجرح والسخط من النظام الجمهوري والجمهورية وارد وعلى لسان كثير من نشطاء ومعتلي منابر.
بالمقابل هناك كتلة سكانية كبيرة في الحوبان ومناطق الحوثي تغص في ضخ إعلامي ودعائي يحقر من الشرعية ويدني من موقعها الوطني ويعاديها لكنه يقدس التحوث وعبد الملك الحوثي.
عند التقاء ماء النهرين سيجتمع استنكار الشرعية اكثر من غيره ويغلب على ما عداه. والحصيلة مزيد من السخط من الشرعية وما تمثله من وسيلة محورية لمواجهة الحوثي مقابل استحسان دولة الحوثي المخابراتية والكهنوتية.
لذا كيف يمكن تحصين الناس مما سيحدث؟
ولا اظن ان الحوثي سيترك هذه الفرصة دون ان يعمل على تآكل شرعية الحكومة وشرعية الفعل المقاوم خصوصا وان الاصوات والأقلام التي تدعمه بدراية او تغافل ليست قليلة ولا يستهان بها.
كيف يمكن الإمساك على فعل مقاومة الحوثي وعدم التطبيع مع سلطته رغم فتح الطريق لان الحرب لم تنته؟
دون تحالف واسع وخلق راي عام وإدراك للمرحلة وحرص على الذهاب إلى السلام بشروط السلام فإننا نرحل المشكلة باكبر قدر من التهاون وعدم تحمل مسؤولية اليوم والغد.
لا ارى بشائر السلام الأشمل لغياب اطار ضامن. ما يزال "شخيط الوجيه" هو المسيطر واستعمال فرحة الناس بانفراجة للتهرب من شروط ومقومات السلام. الحقيقي.
الحرب التي عاثت لم تكن هينة الاثر و لم تكن "دَكمة عابر في سوق". كانت حرباً بكل ما تحمله هذه المفردة من بشاعة: اهدار حقوق، ومصادرة ملكيات، وتزييف وعي، وقتل وقنص وإعدام، تفجير منازل وتلغيم اراضي، حصار، حصااااار خانق لأربعمائة الف شخص لشهور. استهداف للمدارس والمستشفيات.
تكفير وتحريض ونزع وطنية. هتك أعراض، وسحق للضمير والإنسانية.
كل الة الحقد والكراهيه اشتغلت بلا توقف.
هذه الحرب لا تزول بمسارات فرعية.
سمّ قولي ما تشاء: تشائم، اثارة، مزايدة.
لا يهم.
لان السلام المطلوب يقوم على العدالة. وهذه قوامها الاعتراف بالجرم وطلب العفو. ناهيك عن التعويض وغيره.
وكل هذه الخطوات تجري بالمكاتبة والتوثيق والتعاهد.
لا وجود لاي من هذا القبيل.
النوايا الحسنة وفاعلي الخير ومحبي السلام ضرورة إنسانية ووطنية.
لكن بناء الأوطان عقد بين المتخاصمين.