الخميس 21/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

‏لماذا فك الحوثي الحصار عن تعز جزئيا؟!

في هذا اليوم الذي فرح الناس فيه بفك الحصار جزئيا عن مدينة تعز، يجب توجيه كلمة شكر لأولئك الأحرار الأبطال الذين قدموا أرواحهم الغالية من أجل الدفاع عن المدينة وكرامة وعقيدة سكانها.

بفضل الله عز وجل ثم بصمود الجمهوريين في ميادين تعز الذين استطاعوا بشجاعتهم وبطولاتهم الحفاظ على مدينتهم، من المحتمل أن يكون المعتدي السلالي قد شعر باليأس أمام كثير من المتغيرات التي تجعل من حصاره للمدينة بلا فائدة وربما عبئا عليه خلال الفترة القادمة.

إضافة إلى تأثر الحوثيين بقرارات البنك المركزي الأخيرة كونها تسهم في معالجة الانقسام الاقتصادي الذي صنعوه، فهم يرون بأن تدشين طريق الكدحة - البيرين، للتخفيف من وطأة الحصار سيسهم في تعميق كراهية عامة الناس لمن يحاصرهم مقابل احترام وتقدير من يعمل على كسر الحصار. أي الالتفاف حول كل من يسعى لإيجاد طرق بديلة للناس بهدف التخفيف من معاناتهم.

قبل أقل من شهر، دشن نائب رئيس مجلس القيادة طارق صالح ‎@tarikyemen طريق الكدحة وبدء المرحلة الثانية من المشروع، كما تعهد بفتح "كافة شرايين محافظة تعز وطرقها المغلقة" للتخفيف من كارثية الحصار المفروض عليها من الحوثيين.

يعرف الحوثيون بأن القرارات الاقتصادية الأخيرة والصادرة عن مؤسسات الشرعية إضافة إلى صناعة شرايين جديدة (طرق جديدة) للمدينة من جهة الساحل الغربي، ستكون سببا في تقليل الفوائد الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي يتحصلون عليها من وراء إغلاق الطرق من جهتهم. بل يمكن أن يكون الحصار عبئا ثقيلا عليهم لاسيما وهم الذين يستغلون حصار مدينة غزة للتسويق لمشروعهم العنصري عربيا وإسلاميا.

كانت تعز وفك الحصار عنها من أبرز مطالبات المجلس الرئاسي بقيادة الدكتور رشاد العليمي لتكون هذه الخطوة واحد من الإجراءات الكثيرة التي يجب أن تقوم بها عصابة الحوثي الإجرامية لتظهر شيئا من الرحمة بالناس وتسهم في إظهار حسن النوايا وربما هذا يفسر دعوة المبعوث الأممي اليوم للدخول في حوار مع الحوثيين دون شروط مسبقة..!

أقول هذا وأنا أيضا أشارك رفاقي من يعلنون مخاوفهم ويحذرون من غدر الحوثيين كما يفعلون كل مرة.. لأن من يأمن هذه العصابة إما أحمق أو حوثي مقنّع يعيش بيننا، وفك الحصار جزئيا عن مدينة تعز، لا يعني أن الحوثي سيتخلى عن طموحه في السيطرة عليها أبدا.