مشكلة ما يسمى بـ "الزيدية" أنها قائمة على تمييز العرقية وتمنحها حقوقًا دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية على حساب بقية اليمنيين وهذه واحدة من أهم أسباب عدم الاستقرار في اليمن تاريخيا. وإذا كانت هذه مشكلة تتسبب بكوارث بشهادة القاصي والداني وتسبب معاناة كالتي تراها اليوم أخي العزيز علي البخيتي، ألا يجب العمل على إيجاد حلول لها أم نتمسك بمسببات الداء بمبرر احترام المعتقدات؟!
المذهب بأكمله قائم على "تمييز السلالة"، والتمييز يعني استحقاق يجب أن يدفعه الناس لهم.. كيف يمكن التعايش مع هذا الوضع؟!
تمييز عرقية عن غيرها من العرقيات يعني عنصرية. بمعنى أن ما يسمى بـ "الزيدية" قائمة على العنصرية. وفوق ذلك تعمل على فرض ما تراه حقًا لها بشرعنة الخروج على الدولة أو الحاكم. يعني استخدام القوة لفرض الواقع الطبقي والعنصري.
نحن في بلد نظامه جمهوري تعددي، وهذا المعتقد لا يعترف بالشورى ولا بالتعددية ولا الديمقراطية، وهذا ليس افتراءً بل ستجده في كتبهم القديمة والجديدة.. أي أن هذا الفكر يعتقد بأن الله قد انتخب السلالة ومن يرفض ذلك فهو لا يؤمن بالله وبناء على ذلك يحملون السلاح دائما لفرض من يعتقدون بأن الله اختاره ليحكم الناس. ليس عندي مشكلة بكونه مسلم أو يهودي أو مسيحي أو بوذي أو لا ديني. لكن هل معتقده يصادر حقًا من حقوقي؟! هذا هو السؤال.
هل حزب الإصلاح أو السلفيين يحملون نفس المعتقد؟ وإن حملوه هل يخوضون الحروب من أجل فرض الخلافة؟
يا أخي العزيز خلينا نتفق على شيء.. الزيدية تلغي خرافة الولاية وتقديس السلالة والإخوان والسلفيين يتركوا مسألة الخلافة. من سيقبل ومن سيرفض؟ أراهنك على أن السلفيين والإخوان سيخرجون لك ويقولون بأنهم لا يسعون لفرض الخلافة وإن كانوا يؤمنون بها كمعتقد لكن لن يفرضوه على الناس بقوة السلاح بل ومنهم من سينافس ديمقراطيا عبر صندوق الانتخابات.
لكن هل ستقبل "الزيدية" التخلي عن مبدأ الولاية العنصري العرقي؟
اعطني عالم زيدي واحد يرفض الحوثي أو ينكر أفضلية البطنين في الحكم؟
اضمن لي زيدية بلا تمييز للسلالة، وأنا سأقف معك. أما أن تبقى الزيدية بشكلها الحالي والتاريخي الذي يقدس سلالة على حساب العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية فهذا غير مقبول. أصلا هذا الأمر سبب معظم حروب اليمنيين ولن يستقر اليمن مطلقا بهذا الفكر.
ثمة جماعات إرهابية نحاربها ولها دعاوي شبيهة بالحوثي مثل داعش والقاعدة، وأنت بهذا المنطق تجعل من الضروري التعامل معها كمكونات واحترام معتقداتها وهذا كارثي.
لا أعتقد أن مثلك سيقول بأن هناك فرق بين جرائم داعش وجرائم الأئمة في السابق –التي دونوها بأيديهم- وجرائم الحوثيين اليوم.. بل هي أكثر من حيث الكم والنوع.
أنا مثلك من منطقة جغرافية حسبت على الزيدية لكني اقولها لك بصدق: العنصرية لا يمكن أن تكون دينا أو مذهبا أو رأيا يجب أن يُحترم. بل علينا أن نتحلى بالشجاعة ونطالب بنزع العنصرية من أي معتقد كان وإلا لن يستقر اليمن. ما رأيك لو طالبنا بتجريم العنصرية في كل المعتقدات والثقافات في اليمن؟ تماما مثل بقية الدول المحترمة والتي عانت من العنصرية ولم تستقر إلا بعدما أن جرَّمتها؟ لن أتحدث عن خرافة الولاية فقط.. أي معتقد عنصري نجرمه.. ما رأيك؟ نجرم نظرية تمييز البطنين (الولاية والمودة والمحبة للسلالة) ولا نجرم السلالة نفسها. تماما كما تم تجريم النازية وليس العرق الآري.
العنصرية ليست دينا، ولا نظام حكم، ولا حتى رأيا أو ثقافة علينا احترامها.. العنصرية جريمة أمس واليوم وغدا.. جريمة في كل قواميس العالم المحترم.
أوجد لي زيدية بلا نظرية عنصرية (العنصرية كما جاءت في كتب يحيى الرسي وعبدالله بن حمزة وحسين الحوثي وغيرهم) وسأكون معك.