انطلقت اليوم الثلاثاء، في العاصمة الأردنية عمّان ورشة عمل دولية لمناقشة خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمحافظة تعز 2025-2026.
الورشة، التي تنعقد برعاية رئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، وتمتد على مدار يومين، تأتي بشراكة بين السلطة المحلية والأمم المتحدة في اليمن، وتهدف إلى حشد التمويلات والدعم اللازم لتنفيذ الخطة، التي تمثل نموذجاً للتحول من المساعدات الإنسانية إلى التنمية المستدامة.
وشارك في الجلسة الافتتاحية مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الإدارة المحلية بدر باسلمة، ووزير الإدارة المحلية حسين الأغبري، ووكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي عمر عبدالعزيز، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، المنظمات الدولية، المانحين، القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني.
في كلمته الافتتاحية، أكد بدر باسلمة أهمية هذه الورشة لدعم تجربة تعز كنموذج رائد في الانتقال من المساعدات الإنسانية إلى التنمية المستدامة.
وأوضح أن هذه التجربة تحظى باهتمام رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، الذي يسعى لتعميمها على محافظات أخرى مثل عدن وحضرموت.
كما شدد على دور هذه المبادرة في تمكين السلطات المحلية من تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية.
من جانبه، عبّر وزير الإدارة المحلية حسين الأغبري عن تفاؤله بخطة التنمية لتعز، مشيداً بمقومات النجاح التي تتمتع بها المحافظة من رأسمال اجتماعي واقتصادي قوي، وتقاليد مدنية راسخة.
وأشار إلى أهمية هذه الخطة في سد الفجوة بين الإغاثة الإنسانية والتنمية طويلة المدى، بما يسهم في تعزيز السلام والاستقرار.
من جهته، أكد وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي عمر عبدالعزيز أن اختيار تعز كنموذج تنموي لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة لموقعها الاستراتيجي ومقوماتها الاقتصادية والاجتماعية، على الرغم من التحديات الناجمة عن الحرب والحصار.
وأوضح أن الخطة تستند إلى نهج يدمج بين التنمية والسلام والمساعدات الإنسانية، ما يجعلها مثالاً يُحتذى به في باقي المحافظات.
وأشار عبدالعزيز إلى جهود وزارة التخطيط لتنسيق الشراكات مع جهات دولية، من بينها البنك الدولي لدعم البنية التحتية، والبرنامج السعودي لتنمية الموارد البشرية والتعليم، ودولة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة.
كما أعرب عن أمله في أن تسهم هذه الشراكات في تحقيق الاستدامة والشمول ضمن خطة التنمية في تعز.
وبدوره، أكد محافظ تعز نبيل شمسان خلال كلمته أن المحافظة تملك كل المقومات للنجاح في تطبيق هذه التجربة التنموية، مشيراً إلى الشراكة العميقة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
واستعرض شمسان التحديات التي تواجه المحافظة بسبب آثار الحرب، لكنه شدد على أن تعز عازمة على تجاوز تلك العقبات وتحقيق التنمية المستدامة.
إلى ذلك، أبدى رئيس الغرفة التجارية والصناعية شوقي أحمد هائل استعداد القطاع الخاص لدعم تنفيذ الخطة الاستراتيجية، مؤكداً أن تعز تملك رأس مال بشري وشبابي قادر على تحقيق نجاح كبير، داعياً إلى تعاون كافة الأطراف لتحقيق التنمية المستدامة التي تستحقها المحافظة.
تضمنت الورشة استعراضاً لتقرير حول الإنجازات السابقة لخطة التنمية لعام 2024، إضافة إلى مناقشة أولويات المشاريع لعام 2025 ومصادر التمويل المحتملة.
كما شدد المشاركون على ضرورة مواصلة الشراكة بين السلطة المحلية، الحكومة، المجتمع الدولي، والقطاع الخاص لضمان نجاح التجربة التنموية في تعز وتكرارها في محافظات أخرى.