المجهر- متابعات
أثارت الجامعة البهائية العالمية مخاوف خطيرة بعد أن ألقى مفتي جماعة الحوثي، شمس الدين شرف الدين، خطبة "مرعبة" "مليئة بالتضليل والكراهية" ضد الطائفة البهائية في اليمن.
وكانت خطبة 2 يونيو، التي استمرت أكثر من ساعة، موجهة في الغالب إلى الطائفة البهائية، ولم تقتصر على المسجد، بل نشرت أيضًا على شبكة الإنترنت، مما زاد من تأثيرها.
جاء هذا الحادث في أعقاب هجوم 25 مايو؛ عندما اقتحم مسلحون وملثمون تجمعا بهائيا سلميا.
هذا وقد اقتحمت قوات الحوثيين المسلحة مسكنا خاصا في صنعاء، حيث تجمع البهائيون اليمنيون لانتخاب الهيئة الإدارية الوطنية للطائفة البهائية اليمنية، وفقا للطائفة البهائية العالمية، التي تمثل أعضاء الديانة في جميع أنحاء العالم.
وجرى اعتقال 17 بهائيا يمنيا، واقتيدوا بعيدا، ولم تستجب سلطات الأمر الواقع الحوثية لطلبات عائلات الضحايا للحصول على معلومات، وفقا لمعلومات إيران واير، عن مكان وجود أحبائهم.
وفي حين تم الإفراج عن شخص واحد، لا تزال هناك مخاوف كبيرة بشأن سلامة ومعاملة المعتقلين المتبقين، وفقا لمركز التحقيق الدولي.
وأكد المفتي اعتقال 17 بهائيا من قِبل الأجهزة الأمنية، لكنه استخدم هذه المنصة لتوجيه مزاعم كاذبة وتحريضية.
وادّعى أن الطائفة البهائية مدعومة من قوى أجنبية، واتهمها بالتآمر لإلحاق الأذى بالبلاد.
وأعربت باني دوغال، الممثلة الرئيسية للطائفة البهائية الدولية لدى الأمم المتحدة، عن قلقها العميق من النوايا الكامنة، وراء مثل هذه الخطبة الحاقدة.
وقالت دوجال: "ماذا تقول عن نوايا الحوثيين عندما يخصص مفتيهم خطبة صلاة الجمعة بأكملها لإدانة وشيطنة ونشر معلومات مضللة شريرة عن المجتمع البهائي المسالم؟".
وأضافت: "نعلم من التاريخ أن خطاب الكراهية هو الخطوة الأولى عندما يرغب من هم في السلطة في التحريض على العنف ضد الأقليات المعرضة للخطر".
في خطبته، قال المفتي إن الدين البهائي ينتشر من خلال "الدعم السخي من بريطانيا وأمريكا واليهود". وذهب إلى أبعد من ذلك ليصف البهائيين بأنهم "خطرون"، متهما إياهم بخداع الشعب سرا، وإفساد الشباب والشابات.
كما شن المفتي "هجمات لا أساس لها" على أخلاق البهائيين، مستهدفا أسرهم وأمورهم المالية.
تعكس هذه الموجة من خطاب الكراهية تصريحات عام 2018، التي أدلى بها زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، الذي وصف البهائيين بأنهم حركة "شيطانية" تشارك في حرب ضد الإسلام.
وحث اليمنيين على الدفاع عن بلادهم من هذا التهديد، مساويا بين أولئك الذين يقوضون إيمان الناس وأولئك الذين يرتكبون أعمال عنف.
وانتقدت دوغال سلطات الأمر الواقع الحوثية لتأجيجها انعدام الأمن وعدم الاستقرار في اليمن من خلال تحريض سكانها، الذين يعانون، ضد البهائيين الأبرياء.
كما أكدت أن الحوثيين يصرفون الانتباه عن القضايا الملحة في البلاد، ويكررون الاتهامات البالية الموجهة ضد البهائيين في إيران على مدى السنوات الـ44 الماضية.
وقالت دوغال إن "مزاعم الحوثيين تعكس نفس الاتهامات الواهية، التي وجهت على مدى السنوات الـ44 الماضية في إيران، التي لم يعد أحد يصدقها".
وأضافت: "بينما تسعى الحكومات في جميع أنحاء المنطقة العربية إلى السلام، وتتطلع إلى المستقبل، يواصل الحوثيون انتهاك حقوق البهائيين، وكثيرين غيرهم في اليمن، ومن خلال تحريض شعوبهم ضد الأقليات، فإنهم يدفعونهم إلى العودة إلى الماضي وإلى الحضيض".
وتابعت "لقد رد المجتمع الدولي على اعتقالات البهائيين، الأسبوع الماضي، بغضب. ويجب الآن مضاعفة هذا العدد ثلاث مرات، وتكثيفه دون توقف، حتى يتم إطلاق سراح جميع البهائيين المحتجزين".
اقرأ أيضا: الحكومة تبحث مع البنك الدولي حشد الموارد لمواجهة الأزمة الاقتصادية