أعلنت جماعة الحوثي، الأحد، فتح طريق "عقبة ثرة – مكيراس – لودر" من جهتها، بعد إغلاق دام نحو عشر سنوات، في خطوة اعتُبرت أحادية الجانب لغياب التنسيق مع السلطات المحلية في محافظة أبين التي كانت قد أعلنت سابقا فتح الطريق مرات عديدة من جانبها، ما أثار تساؤلات حول أبعاد الخطوة وجدواها الميدانية والأمنية.
وجاء الإعلان خلال فعالية نظمتها الجماعة في محافظة البيضاء، بحضور عدد من مسؤوليها، بينهم محافظها المعيَّن عبدالله إدريس، الذين وصفوا الخطوة بأنها "بادرة إنسانية" لتخفيف معاناة المواطنين، على حد تعبيرهم.
في المقابل، أكدت السلطات المحلية في أبين أنها تواصل تنفيذ ترتيبات ميدانية لإعادة تأهيل الطريق المغلق منذ 2015، مشددة على ضرورة اتباع مسار مؤسسي وتنسيق شامل مع الجهات المعنية لتأمين الطريق وضمان جاهزيته للعبور الآمن.
وأوضح محافظ أبين اللواء أبوبكر حسين سالم، في تصريحات سابقة، أن فريقًا هندسيًا باشر العمل على رفع تقرير فني متكامل عن وضع الطريق، تمهيدًا لبدء أعمال الصيانة، بالتنسيق مع صندوق صيانة الطرق.
كما أشار إلى إقرار خطة أمنية شاملة لتأمين المسار، بمشاركة وحدات عسكرية وأمنية من جبهة ثرة ومحور أبين. ويُعد طريق "عقبة ثرة – مكيراس – لودر" من أهم الشرايين الحيوية التي تربط مناطق وسط اليمن بجنوبه، ويخدم عشرات الآلاف من السكان، غير أن إغلاقه خلال سنوات الحرب فرض معاناة كبيرة، وأجبر المواطنين على استخدام طرق التفافية ووعرة.
ويرى مراقبون أن إعلان الحوثيين فتح الطريق من طرف واحد قد يهدف إلى فرض أمر واقع سياسي أو تسجيل موقف دعائي، في ظل غياب اتفاق شامل يضمن سلامة المدنيين ويمنع استخدام الطريق لأغراض عسكرية.
ومن المتوقع أن تتكثف التحركات الميدانية والتنسيقات خلال الأيام المقبلة، في ظل ضغط شعبي متزايد لإعادة فتح الطرق المغلقة وتخفيف الأعباء الناتجة عن الحرب الممتدة لأكثر من عقد.
تابع المجهر نت على X