بدأت جماعة الحوثي الإرهابية تنفيذ أعمال إنشائية في معلم "حرضة دمت" السياحي بمحافظة الضالع، في خطوة أثارت استياء واسعًا بين السكان المحليين، الذين حذروا من مخاطر طمس هذا المعلم الطبيعي الفريد وتحويله إلى منشأة أمنية.
وأفادت مصادر محلية، أن الجماعة شرعت خلال الأيام الماضية في عمليات جرف وتسوية باستخدام معدات ثقيلة، في التلال المحيطة بفوهة الحرضة البركانية، وتحديدًا في الجهة المقابلة لحمّام "الدردوش" الشهير، أحد أبرز المقاصد العلاجية في المدينة.
وأوضحت المصادر أن المشروع يهدف إلى إنشاء مقر لجهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، وسجن مركزي في الموقع ذاته، في حين تحدثت مصادر أخرى عن طابع استثماري للمشروع، يعود لرجل أعمال من سلطنة عُمان، دون أي إعلان رسمي يوضح طبيعة الإنشاءات أو الجهة الممولة لها.
ويخشى الأهالي أن تؤدي هذه الأعمال إلى تدمير المعلم الجيولوجي والسياحي الذي يتميز بفوهته البركانية وبحيرته الكبريتية الحارة ذات الخصائص العلاجية، والتي جعلت من "دمت" وجهة للسياحة العلاجية لعقود طويلة، قبل أن تتراجع بفعل الحرب.
وطالب السكان المنظمات المعنية بحماية البيئة والتراث والجهات السياحية بالتدخل العاجل لوقف ما وصفوه بـ"العبث"، مؤكدين أن المشروع يتنافى مع خصوصية المنطقة ومكانتها الطبيعية والتاريخية.
يُذكر أن مجلس الوزراء اليمني كان قد أصدر القرار رقم (25) لسنة 2004 بإعلان مدينة دمت منطقة للسياحة العلاجية، بناءً على توجيهات رئاسية آنذاك، نظرًا لثروتها الحرارية النادرة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق ما يصفه مراقبون باستمرار جماعة الحوثي في عسكرة المواقع المدنية والتاريخية، دون مراعاة للمعايير البيئية أو القوانين الخاصة بحماية المعالم الوطنية.
تابع المجهر نت على X