أكدت مصادر مطلعة أن وزير الخارجية السابق في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليًا)، هشام شرف، لا يزال قيد الاحتجاز منذ عدة أيام في مدينة عدن، دون أي تحرك من جانب جماعة الحوثي لمعرفة مصيره أو المطالبة بإطلاق سراحه، في تطور يعكس تجاهلًا لافتًا من الجماعة تجاه أحد أبرز وزرائها التكنوقراطيين.
وأوضحت المصادر بحسب الصحفي فارس الحميري، أنه تم توقيف شرف من قبل جهاز أمني يتبع المجلس الانتقالي أثناء محاولته مغادرة مطار عدن الدولي متجهًا إلى العاصمة الأردنية عمّان، في رحلة علاجية دورية، كان من المقرر أن تمر عبر جيبوتي. وأكدت المصادر أن الوزير الحوثي السابق دأب على تلقي العلاج في عمان منذ سنوات، وكانت آخر زياراته في مارس/ آذار الماضي.
ورغم حصوله على إذن سفر مسبق من سلطات الحوثيين في صنعاء، بما في ذلك ما يسمى "مكتب زعيم الجماعة"، وتنسيقه مع قيادات رفيعة في المجلس الانتقالي بعدن، إلا أن مغادرته تعطّلت عند إحدى بوابات المطار، بعد اعتراض على جوازه الدبلوماسي الصادر من سلطات صنعاء. وتم اقتياده حينها إلى موقع أمني مجهول، حيث يُحتجز تحت حراسة مشددة، وفقًا للمصادر ذاتها.
وأشارت المصادر إلى وجود صراع بين أربع جهات أمنية وعسكرية في عدن بشأن أحقية التحقيق معه، وسط مخاوف من نقله إلى جهة غير معلومة أو تعرضه للإخفاء القسري، في ظل غياب أي توضيحات رسمية.
الغريب في الأمر، بحسب المصادر، أن جماعة الحوثي لم تتدخل حتى الآن لمعرفة مصير الوزير السابق، ما فُسّر بأنه ناتج عن اعتبارات قبلية ومناطقية تتحكم في أولويات الجماعة، في حين يُعد شرف شخصية تكنوقراطية بعيدة عن تلك المعايير.
كما أكدت المصادر أن السلطات الحكومية سمحت لهشام شرف لاحقًا بالتواصل مع أسرته والرد على اتصالات من عدد من السفارات الأجنبية العاملة في اليمن، غير أنه لا يزال محتجزًا حتى اليوم.
تابع المجهر نت على X