الحوثيون يخفون محامٍ قسرًا بعد تضامنه مع أسرة الشيخ حنتوس

الحوثيون يخفون محامٍ قسرًا بعد تضامنه مع أسرة الشيخ حنتوس

أقدمت جماعة الحوثي على إخفاء المحامي اليمني ميثاق الحيدري قسرًا، بعد أيام من ظهوره الإعلامي متضامنًا مع أسرة الشيخ صالح حنتوس، معلم القرآن الذي قُتل مطلع يوليو الجاري على يد مسلحين حوثيين في محافظة ريمة، عقب اقتحام منزله. 

وأكدت مصادر حقوقية متطابقة انقطاع التواصل مع الحيدري منذ يوم الإثنين الماضي، عقب استدعائه من قبل جهاز الأمن التابع للحوثيين في منطقة آزال بالعاصمة صنعاء، وسط ترجيحات بتعرضه للتعذيب والإخفاء القسري، خاصة بعد منشوراته التي اتهم فيها الجماعة بمحاولة إسكات الأصوات المطالبة بتحقيق شفاف في قضية حنتوس. 

وكان الحيدري قد أدان في تصريحات سابقة "حرمان الشيخ حنتوس من حقه في التشييع والعزاء"، معتبرًا ما حدث "جريمة انتقامية بحق رجل نذر حياته لتحفيظ القرآن وتعليم أبناء منطقته". 

كما انتقد صمت وجهاء محافظة ريمة إزاء مقتل حنتوس، الذي اتُهمت جماعة الحوثي باغتياله خارج إطار القانون، بعد فترة من التنكيل به ومنعه من راتبه والتضييق عليه. 

وتزامن اختطاف الحيدري مع استمرار الحوثيين في احتجاز 12 فردًا من أقارب الشيخ حنتوس، بينهم أربعة أطفال وثلاثة مسنين، إضافة إلى اثنين من الجرحى، في ظروف وُصفت من قبل منظمات حقوقية بأنها "قاسية وغير إنسانية"، وسط تقارير عن تعرضهم للتعذيب بهدف انتزاع اعترافات قسرية. 

وبحسب الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، تتراوح أعمار الأطفال المحتجزين بين 10 و16 عامًا، فيما أكدت أن الهدف من هذه الإجراءات هو "ردع حالة التعاطف الشعبي والحقوقي المتصاعدة مع أسرة حنتوس".

ومن بين المختطفين: أسد، بسام، أنس، غمدان، وعبدالمجيد يحيى حنتوس، بالإضافة إلى كبار السن حميد باقش وعبده سعدون.

وتصاعدت الحملة الأمنية التي تنفذها جماعة الحوثي لتشمل اعتقالات ومداهمات طالت عشرات الناشطين والحقوقيين الذين أبدوا تضامنهم مع قضية حنتوس على منصات التواصل الاجتماعي، في كل من صنعاء وإب وعمران خلال الأسبوعين الماضيين.

وتثير هذه التطورات مخاوف حقوقية من إمكانية تصفية المختطفين أو إجبارهم على الظهور في "اعترافات مصورة" تستخدم لإعادة صياغة الرواية الرسمية للجريمة، التي وُصفت بأنها واحدة من أبرز الانتهاكات الحوثية بحق رجال الدين في اليمن.