تزايدت المخاوف في الأوساط المحلية والدولية من احتمال تصعيد عسكري جديد في اليمن، على وقع تصاعد الأنشطة الحوثية في محافظتي الحديدة وتعز، وما رافقها من تحشيد عسكري وتعبئة أيديولوجية ذات طابع طائفي، يُنظر إليها كمؤشر على استعداد الجماعة لفتح جبهات مواجهة جديدة تهدد الأمن الداخلي والإقليمي.
وقالت مصادر مطلعة إن محافظة الحديدة شهدت، خلال الأيام الماضية، فعالية حشدية نظمتها ما تُسمى قوات "التعبئة العامة" التابعة لجماعة الحوثي، تحت إشراف القيادي أحمد البشري، المعيّن من الجماعة وكيلاً أول للمحافظة والمنحدر من صعدة. وفقًا لديفانس لاين.
وأكدت أن الفعالية اتسمت بطابع استعراضي وعسكري، تخللته خطابات تعبئة فكرية ودعوات للتجنيد، ما أثار قلق السكان المحليين من انعكاسات مباشرة على الوضع الإنساني والأمني في المدينة الساحلية، التي تُعد شريانًا استراتيجيًا على البحر الأحمر.
وفي موازاة ذلك، نظمت الجماعة فعالية مشابهة في محافظة تعز عبر ما تُعرف بالمنطقة العسكرية الرابعة الحوثية بقيادة عبداللطيف حمود يحيى المهدي المكنى "أبو نصر الشعف"، وهي المنطقة المسؤولة عن جبهات الحوثيين في تعز وإب ولحج والضالع.
ويرى مراقبون أن تنظيم مثل هذه الفعاليات في مناطق ذات تماس مباشر مع القوات الحكومية يعكس بعدًا عسكريًا يتجاوز الطابع التعبوي.
وبحسب معلومات خاصة حصل عليها "ديفانس لاين"، دفعت الجماعة خلال الأسابيع الماضية بتعزيزات عسكرية وأسلحة نوعية إلى مواقع مختلفة في تعز، كما نقلت صواريخ إلى مناطق قريبة من سواحل البحر الأحمر وباب المندب.
ويؤكد محللون أن هذه التحركات تأتي في سياق إقليمي ومحلي شديد التعقيد، وقد تكون مقدمة لتصعيد جديد، خاصة بعد تضييق الخناق على شبكات الإمداد والتهريب التي يعتمد عليها الحوثيون.
ويرون أن استمرار هذه الأنشطة من شأنه أن يقوض الهدنة الهشة القائمة، ويزيد من احتمالات عودة المواجهات المسلحة في مناطق حساسة، أبرزها الحديدة وتعز، ما ينذر بتداعيات إنسانية وأمنية خطيرة.
تابع المجهر نت على X