كيف تطيح القضايا العادلة بالدولة اليمنية؟!

لم يعد من الممكن ولا من الإنصاف الاستمرار في الحديث عن "القضية الجنوبية العادلة" التي أعاد تكرارها بالأمس، بيانُ المصدر المسؤول في مجلس القيادة الرئاسي نقلاً عن رئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي.

 

يجب منذ اللحظة حصر الحديث فقط عن الدولة اليمنية المنهوبة التي تحطم وتختطف، وعن السطو المسلح على مؤسساتها في وضح النهار، وباسم القضية الجنوبية العادلة.

 

تكرار المصطلحات واستنساخها مما يرد في بيانات الأشقاء في السعودية لا يليق بقادة السلطة الشرعية المحسوبين على الدولة اليمنية.. هذه الميوعة اللفظية أمام تحديات مصيرية تكشف عن تضعضع في المستوى القيادي، ولهذا التضعضع وقع الهزيمة في معركتنا المخذولة لاستعادة الدولة ومؤسساتها ونفوذها شهدنا نتائجه الكارثية منذ سقوط عمران واستشهاد اللواء حميد القشيبي.

 

هذه الدولة كنا نعتقد أن ذروة انتصارها ستتم بهزيمة الانقلاب الأقلوي الطائفي للحوثة في صنعاء، وإذا بنا نواجه انقلاباً أشد ضرراً جاء من القضية الجنوبية "العادلة"، ومن الدعم السخي من الأشقاء"الحلفاء" للمشروع الانفصالي.

 

هل تتذكرون "قضية صعدة العادلة" هذه العبارة هي المفتاح السحري الذي استخدمته مجموعة طائفية متمردة لدخول صنعاء وإسقاط الدولة.

 

لا تكرروا الأخطاء يا قادة الصدفة المحضة من هادي إلى رشاد، أم أنكم الخطأ الكارثي نفسه الذي اعتقدنا أننا سنصلح به الأخطاء وسنصحح به مسار التاريخ؟!!

 

القضية الجنوبية تنتج اليوم قضايا جنوبية أكثر تعقيداً، ذلك لأن الذي يسيميه عيدروس "تحريرا" هو في الحقيقة إعادة إنتاج لنموذج أكثر بشاعة من الاحتلال، الذي لا يتسلح بعقيدة وطنية ولا عربية ولا دينية ويتبجح بالارتهان للخارج وبعمالته المبكرة للصهاينة.