يحتفل العالم في 22 أبريل/نيسان من كل عام بيوم الأرض، وهي مناسبة بيئية تهدف إلى تعزيز الوعي بقضايا المناخ والدعوة إلى عالم أكثر عدالة واستدامة.
ويركز "يوم الأرض 2025" على أهمية التحول إلى الطاقة المتجددة، في ظل التهديدات البيئية المتفاقمة والتأثيرات المدمرة للتلوث وتغير المناخ.
وبحسب منظمة "يوم الأرض"، يأتي هذا التركيز استجابة لانخفاض تكلفة تصنيع الألواح الشمسية بنسبة 93% خلال العقد الأخير، مما جعلها خياراً اقتصادياً وبيئياً بديلاً عن الوقود الأحفوري.
وتشير المنظمة إلى أن ما يقرب من 50 دولة حول العالم تنتج حالياً أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء من مصادر طاقة نظيفة.
ويُحتفل بهذا اليوم منذ عام 1970، عندما أطلقه السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون عقب كارثة تسرب نفطي في سواحل كاليفورنيا.
وشارك في أول احتفال نحو 20 مليون أمريكي، بينما أصبح اليوم حدثاً عالمياً يشارك فيه أكثر من مليار شخص سنوياً في نحو 200 دولة.
تلوث قاتل
ويأتي يوم الأرض هذا العام وسط تقارير صادمة عن تأثير التلوث البيئي على صحة الإنسان، فقد أفاد تقرير نشرته دورية لانسيت الطبية بأن التلوث تسبب في وفاة تسعة ملايين شخص حول العالم في عام 2015، كان معظمهم في دول منخفضة ومتوسطة الدخل.
وأكد التقرير أن تلوث الهواء وحده أدى إلى وفاة 6.5 مليون شخص بشكل مبكر، نتيجة أمراض مثل السكتات الدماغية وسرطان الرئة.
وقال معدّ التقرير، فيليب لاندريغان، إن "التلوث يمثل تهديداً عميقاً للصحة العامة وليس مجرد قضية بيئية".
اتفاق باريس وإنجازات يوم الأرض
وقد أسهم "يوم الأرض" في دفع قضايا البيئة إلى طاولة صناع القرار، ففي عام 2016، اختير هذا اليوم للتوقيع الرسمي على اتفاق باريس للمناخ، الذي وضع للمرة الأولى أهدافاً دولية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
كما أسفر الاهتمام العالمي بهذا اليوم عن تأسيس وكالة حماية البيئة الأمريكية، وزراعة مئات الملايين من الأشجار، وإطلاق مبادرات للتعليم البيئي والزراعة المستدامة.
انتقادات وتحذيرات
ورغم هذه الإنجازات، يحذر البعض من "إحساس زائف بالتقدم"، فبحسب الناشطة غريتا ثونبيرغ، أصبح يوم الأرض في بعض الأحيان "منصة لتلميع صورة الملوّثين لا أكثر"، في إشارة إلى ظاهرة "الغسل الأخضر" التي تستخدمها شركات لتظهر بمظهر صديق للبيئة دون تغيير حقيقي في سياساتها.
وتدعو منظمة "يوم الأرض" الحكومات إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذا السلوك، محذّرة من أن استغلال روح المناسبة لتحقيق مكاسب تجارية يُفرغها من جوهرها الحقيقي.
نقطة تحوّل
وتُعد احتفالات هذا العام فرصة مهمة لتسليط الضوء على أهمية تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة، ليس فقط لإنقاذ الكوكب، بل أيضاً لحماية صحة البشر وتعزيز الاقتصاد العالمي.
ويقول الأمين التنفيذي السابق لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ إيفو دي بوير: "تُذكرنا أحداث مثل يوم الأرض بأننا لا نملك رفاهية تأجيل الحلول البيئية أمام كلفة التقاعس المتزايدة".
تابع المجهر نت على X