شنت القوات الأمريكية، ابتداءًا من مساء السبت، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع استراتيجية لجماعة الحوثيين في عدة محافظات يمنية، في تصعيد عسكري لافت يأتي ردًا على الهجمات الحوثية المتكررة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، الأحد، أن العمليات الجوية مستمرة، مشيرة إلى أنها استهدفت معسكرات ومراكز قيادة تابعة للجماعة، من بينها مقر "المجلس السياسي الأعلى" في صنعاء، ومعسكرات تدريبية ومواقع عسكرية في صعدة، حجة، البيضاء، ذمار، ومأرب.
كما استهدفت الغارات أنظمة الاستطلاع والرادارات التابعة للحوثيين، وفقاً لمصادر محلية وتقارير إعلامية.
وأكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن هذه العملية تمثل "رداً حاسماً" على تهديدات الحوثيين، محذراً الجماعة من استمرار استهداف السفن الأمريكية والتجارية في المنطقة.
وقال عبر منصته "تروث سوشيال": "أمرت الجيش الأمريكي بشن عملية عسكرية قوية ضد الإرهابيين الحوثيين في اليمن"، مؤكداً أن بلاده لن تتسامح مع أي تهديد لحركة الشحن في البحر الأحمر.
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك ويلتز، إن هذه الخطوة جاءت لحماية القوات الأمريكية وردع التهديدات الإقليمية، متهماً الإدارة السابقة بتشجيع الحوثيين عبر سياسات "متساهلة".
في السياق ذاته، بحث وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، تطورات الرد العسكري الأمريكي، حيث شددت واشنطن على أن الهجمات الحوثية لن تمر دون رد.
وبحسب مسؤول أمريكي تحدث لوكالة "رويترز"، فإن هذه العمليات العسكرية قد تستمر لعدة أيام وربما أسابيع، مؤكدًا أن الضربات تهدف إلى تقويض قدرات الحوثيين العسكرية وتحجيم نفوذهم المدعوم من إيران.
يُذكر أن الهجمات الجوية نُفّذت انطلاقاً من حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" في البحر الأحمر، بمشاركة مقاتلات F-18، بعد عمليات استطلاعية مكثفة نفذتها البحرية الأمريكية في الأيام الماضية.
وكانت الجماعة المصنفة على قوائم الإرهاب الأمريكية قدد هددت الأسبوع الماضي باستئناف هجماتها على السفن إذا لم ترفع إسرائيل الحظر عن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في غضون أربعة أيام، وذلك بعد سلسلة من الهجمات التي شنها الحوثيون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، والتي قالوا إنها تأتي تضامنًا مع الفلسطينيين في ظل الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في غزة.
تابع المجهر نت على X