تراجع لافت في الإقبال على مراكز الحوثيين الصيفية خوفا من الضربات الأمريكية

تراجع لافت في الإقبال على مراكز الحوثيين الصيفية خوفا من الضربات الأمريكية

تسبب تصاعد الضربات الجوية الأمريكية في إرباك جماعة الحوثي الإرهابية وانعكس ذلك على تراجع الإقبال الشعبي على المراكز الصيفية التي أطلقتها هذا العام، وسط تصاعد المخاوف من مواصلة استخدام هذه المراكز لتجنيد الأطفال وتلقينهم أفكارًا متطرفة.

وأكدت مصادر محلية أن العزوف عن تسجيل الأطفال في تلك المراكز بلغ مستويات ملحوظة، على الرغم من الحملة الإعلامية المكثفة التي قادتها الجماعة، ومحاولاتها المتعددة لإقناع الأهالي بذرائع تعليمية وثقافية.

وقالت المصادر إن القلق الشعبي تفاقم بعد أن غابت القيادات الحوثية عن فعاليات تدشين المراكز، في ما بدا أنه خشية من الاستهداف الأمريكي، ما فُسِّر على نطاق واسع كإشارة على جدية المخاطر المرتبطة بهذه الأنشطة.

ويأتي هذا التراجع بعد سنوات من توثيق منظمات حقوقية محلية ودولية لاستخدام الحوثيين هذه المراكز كغطاء لتجنيد القاصرين والزجّ بهم في جبهات القتال، في ظل استمرار الانتهاكات بحق الأطفال. 

وأشار مطهر البذيجي، رئيس التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، إلى أن الجماعة كثفت هذا العام من خطابها التعبوي، مستغلة الحرب في غزة والضربات الأميركية كمدخل لشحن عقول الأطفال وتحريضهم على القتال، في إطار عملية ممنهجة لتعبئة النشء فكريًا وعسكريًا.

من جهتهم، أكد تربويون ومراقبون أن الحوثيين يتعمدون استغلال ضعف العملية التعليمية الرسمية، وغياب الرقابة، لتوسيع نفوذ هذه المراكز، التي أصبحت تمثل مصدر دخل بديل لعناصر الجماعة الذين يُعيَّنون كمحاضرين فيها، مقابل مخصصات تُقتطع من التعليم الحكومي، الذي يعاني من شح كبير في الموارد.

وفي ظل غياب أي موقف رسمي واضح، تصاعدت تحذيرات المنظمات الحقوقية من استمرار استخدام هذه المراكز كأدوات تجنيد وتعبئة، خاصة تحت شعارات مثل "الوفاء للأقصى"، التي تُرفَع لتبرير التدريبات شبه العسكرية التي تُفرض على الأطفال وتدفعهم نحو الولاء الأعمى للجماعة وقادتها.