شهدت مدينة التربة، جنوبي غرب محافظة تعز، السبت، وقفة احتجاجية نظمتها أمهات الأطفال المحتجزين والمخفيين قسرًا منذ أكثر من عامين في سجون تابعة للقوات الحكومية بمحافظة لحج، للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن أو إحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة، بعد احتجازهم دون مسوغ قانوني.
واتهمت المشارِكات في الوقفة قيادة اللواء الرابع مشاه جبلي التابع لمحور طور الباحة، بـ "ممارسة انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين، شملت التعذيب والإخفاء القسري والتوقيع على اعترافات تحت الإكراه، إضافة إلى اقتحام منازل دون أوامر قضائية"، وفقًا للبيان الصادر عن الوقفة.
وأكد البيان أن النيابة العسكرية للمنطقة الرابعة شرعنت هذا الاحتجاز لاحقًا عبر تحقيقات "صورية"، وأنها لم تتخذ خطوات جادة رغم تسليمها ملف 21 معتقلًا، من بينهم أطفال دون سن السادسة عشرة.
وأشار البيان إلى أن النيابة الجزائية المتخصصة في تعز أفرجت، قبل رمضان الفائت، عن اثنين من المعتقلين بعد تسلمهما من النيابة العسكرية، مؤكدة "عدم وجود وجه لإقامة الدعوى"، وهو ما وصفه البيان بأنه دليل على "بطلان المزاعم الموجهة لبقية المعتقلين".
وحذرت الأمهات من خطورة استمرار الصمت، خاصة في ظل رفض اللواء الكشف عن مصير اثنين من المخفيين قسريًا، وهما ياسر الناصري وشهاب علوان، واللذين يُعتقد أنهما فارقا الحياة تحت التعذيب.
وحمل البيان قيادة اللواء الرابع، والنيابة العسكرية، والجهات الأمنية والعسكرية المعنية مسؤولية ما يتعرض له المعتقلون، مطالبًا بسرعة الإفراج عنهم أو إحالتهم إلى القضاء، وتشكيل لجنة تحقيق محايدة، ومحاسبة المتورطين.
كما ناشدت الأمهات مجلس القيادة الرئاسي، ممثلًا بالدكتور رشاد العليمي والشيخ سلطان العرادة والعميد طارق صالح، بالتدخل العاجل، ودعت كافة الجهات الحقوقية المحلية والدولية إلى تبني القضية والضغط من أجل تحقيق العدالة وكشف مصير المختفين قسرًا.
وعبّرت الأمهات في ختام الوقفة عن شكرهن لكل من ساندهن، من منظمات حقوقية وإعلاميين وناشطين، مؤكدات أنهن لن يتوقفن عن المطالبة بحقوق أبنائهن حتى تحقيق العدالة.
وفي وقت سابق، كشف المركز الأمريكي للعدالة عن تعرض محتجزين، بينهم أطفال، للتعذيب والاختفاء القسري في سجون تابعة للقوات الحكومية بمحافظة لحج، جنوبي اليمن، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
وأوضح المركز في بيان، أنه تلقى بلاغات من أسر المعتقلين تفيد بوجود 23 معتقلاً تحتجزهم قوات اللواء الرابع مشاه جبلي بشكل تعسفي، دون توجيه تهم واضحة أو تقديمهم لمحاكمة عادلة، رغم وجود أوامر قضائية بالإفراج عنهم رفضت قيادة اللواء تنفيذها.
وبحسب البيان، أكد المركز توثيقه شهادات تفيد بتعرض المعتقلين لأبشع صنوف التعذيب الجسدي والنفسي، من بينها الضرب بالعصي والحديد، الصعق الكهربائي، اللطم، والاستجواب لساعات طويلة وهم معصوبي الأعين، مما دفعهم إلى الإدلاء باعترافات قسرية بتهم ملفقة.
تابع المجهر نت على X