منظمتان حقوقيتان تطالبان بالتحقيق في واقعة مقتل شخص والتمثيل بجثته في شبوة

منظمتان حقوقيتان تطالبان بالتحقيق في واقعة مقتل شخص والتمثيل بجثته في شبوة

دعت منظمتان حقوقيتان، الاثنين، إلى فتح تحقيق قضائي عاجل ومستقل في حادثة التمثيل بجثة شخص على متن مدرعة عسكرية في أبين، عقب مقتله في عملية أمنية بمدينة عتق في شبوة، ومحاسبة كافة المسؤولين عن هذه الواقعة، المباشرين وغير المباشرين.

وأكد المركز الأمريكي للعدالة، في بيان، أن واقعة عرض جثة "همام اليافعي" على مركبة عسكرية جابت شوارع مدينة جعار، تحت ذريعة الانتماء لتنظيم "داعش"، تعكس "نهجًا انتقاميًا خارج مظلة القضاء".

وأوضح أن الواقعة تمثل "جريمة مكتملة الأركان"، مشددًا على ضرورة إشراف النيابة العامة وقضاة مستقلين على التحقيق، ونشر نتائجه للرأي العام.

ووصف المركز الحادثة بأنها "انتهاك صارخ للقانون اليمني والدولي"، مؤكدًا أن المادة (226) من قانون الجرائم والعقوبات اليمني تُجرّم التمثيل بالجثث، كما تخالف المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف التي تُصنّف المعاملة المهينة لجثث القتلى ضمن جرائم الحرب. 

من جانبها، أدانت منظمة "سام" للحقوق والحريات في بيان منفصل، الواقعة واعتبرتها "جريمة بشعة" لا يمكن تبريرها حتى بشبهة انتماء الضحية لأي جماعة متطرفة، محملةً الحكومة اليمنية والنائب العام والمجلس الرئاسي المسؤولية الكاملة عن ضمان احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.

ودعت "سام" إلى تدخل دولي عاجل، مطالِبةً المفوض السامي لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحرك للضغط من أجل التحقيق والمساءلة،. 

وأكدت المنظمة أن التبرير بمكافحة الإرهاب لا يمنح الأجهزة الأمنية "رخصة للقتل أو التمثيل بالجثث"، لافتةً إلى أن مثل هذه الممارسات تُقوّض الثقة بمؤسسات الدولة وتفتح الباب أمام العنف والفوضى.

وكانت وحدة من قوات مكافحة الإرهاب القادمة من محافظة أبين، وقوات دفاع شبوة التابعتين للمجلس الانتقالي الجنوبي، قد شاركتا في عملية أمنية مشتركة بمدينة عتق أسفرت عن مقتل اليافعي، قبل أن يتم نقل جثته على ظهر مدرعة إلى مدينة زنجبار.

وأكدت القوات المشاركة أن العملية جاءت في إطار ملاحقة عناصر "إرهابية"، عقب تنفيذ غارة لطائرة مسيّرة استهدفت أحد المشتبهين مساء السبت 12 أبريل/ نيسان الجاري.

ويرى حقوقيون أن في المشاهد المصورة، التي أظهرت الجثة موثقة على آلية عسكرية، انتهاكًا خطيرًا للقيم الإنسانية والقانونية، واعتداءً على كرامة الإنسان حتى بعد موته، محذرين من أن "العدالة التي تُداس تحت عجلات المدرعات لا تُقيم دولة، بل تُغذي منطق الانتقام".