في تحرك دبلوماسي لافت هو الأول من نوعه منذ عقود، سلّم وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان رسالة خطية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، خلال زيارة رسمية إلى طهران، تأتي في إطار جهود البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة التطورات الإقليمية.
اللقاء الذي جمع الأمير خالد بخامنئي، وحضره رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، شهد تأكيدًا متبادلًا على أهمية توطيد العلاقة بين السعودية وإيران، وضرورة تجاوز التحديات التي تعترض هذا المسار.
وقال خامنئي إن "العلاقة بين طهران والرياض مفيدة لكلا البلدين، ويمكن أن يُكمل أحدهما الآخر"، مشددًا على أن "تعزيز العلاقات له أعداء، ويجب التغلب على هذه الدوافع العدائية".
وزير الدفاع السعودي أوضح، في تدوينة عبر منصة "إكس"، أن زيارته جاءت بتوجيه من القيادة السعودية، ضمن مساعي المملكة لتعزيز التعاون الثنائي ومناقشة قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة.
اللواء باقري، من جهته، أشاد بما وصفه بـ"النمو المتسارع" في العلاقات بين البلدين منذ توقيع اتفاق بكين، وأبدى استعداد طهران لتطوير التعاون الدفاعي مع الرياض، مشيرًا إلى إمكانية أن يشكّل البلدان محورًا أساسيًا في دعم الأمن الإقليمي.
وتكتسب الزيارة أهمية سياسية واستراتيجية، كونها الثانية لوزير دفاع سعودي إلى إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، بعد زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز عام 1999.
كما تأتي في توقيت حساس تشهده المنطقة، وسط حراك دبلوماسي مكثف، شمل محادثات أميركية - إيرانية في مسقط، ومشاورات سعودية - أميركية متواصلة.
ورافق الأمير خالد في زيارته السفير السعودي إلى اليمن، محمد آل جابر، في إشارة إلى الأبعاد الإقليمية الواسعة التي تحملها هذه الخطوة.
ويرى مراقبون أن اللقاء يمثل مؤشرًا قويًا على جدية الطرفين في تجاوز مرحلة التوتر وبناء شراكة استراتيجية تساهم في ترسيخ الاستقرار الإقليمي وتعزيز مصالح شعوب المنطقة.
تابع المجهر نت على X