أثار الإفراج عن القيادي الحوثي محمد أحمد الزايدي، الذي أعلنت عنه السلطات المحلية في محافظة المهرة، ظهر الأربعاء، موجة غضب واسعة في أوساط قبائل الحيمتين، محملة الحكومة الشرعية المسؤولية الكاملة عمّا وصفته بـ"تجاهل دماء الشهداء"، وفي مقدمتهم العميد عبدالله زايد، الذي قُتل في كمين خلال عملية تسليم الزايدي.
وفي بيان شديد اللهجة، عبّرت قبائل الحيمتين عن رفضها القاطع للإفراج، متوعدة بالتحرك بكافة الوسائل لملاحقة المتورطين في مقتل العميد زايد ورفاقه، متهمة الزايدي بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف الرتل العسكري المكلف بنقله، وسط اشتباه بضلوع جماعة الحوثي فيه.
وكان الشيخ الزايدي قد غادر، اليوم، متوجهًا إلى سلطنة عمان عبر منفذ شحن البري، وسط حضور عدد من أبناء قبيلته الذين رافقوه إلى الحدود، في وقت تستمر فيه الجهود المجتمعية لاحتواء التوترات والحفاظ على استقرار المحافظة.
من جهتها، أفادت السلطات المحلية في المهرة بأن قرار الإفراج عن الزايدي تم بناءً على اعتبارات إنسانية تتعلق بوضعه الصحي، دون أن يعني ذلك إسقاط التهم الموجهة إليه أو إغلاق ملف القضية.
وقالت مصادر محلية إن عملية الإفراج جاءت عقب جهود وساطة قادتها شخصيات قبلية واجتماعية مؤثرة، توصلت إلى اتفاق يقضي بالسماح للشيخ الزايدي بمغادرة المهرة إلى سلطنة عمان لتلقي العلاج، مقابل تقديم ضمانات قانونية تمثلت في بقاء نجله وابن شقيقه داخل المحافظة.
وبحسب المصادر، ينص الاتفاق على استكمال مجريات التحقيق القضائي في القضية، والبت فيها وفقًا لما يتوافر من أدلة وقرائن، موضحة أن الإفراج جاء تحت ظروف استثنائية، مع التزام الزايدي بالعودة لاحقًا لمواجهة المساءلة القانونية.
وذكر البيان الصادر عن السلطة المحلية أن جميع الإجراءات التي طالت الزايدي نُفذت ضمن مسارات قانونية بحتة، ووفق الضوابط النظامية والمعايير الحقوقية، مؤكدًا أن القرار اتُخذ بعد رفع نتائج التحقيقات الأولية من الأجهزة الأمنية والنيابة العامة، واستيفاء الضمانات الشرعية والقانونية المعتمدة.
وأضاف أن السلطات لا تزال تحتفظ بحقها الكامل في استكمال الإجراءات القضائية، مشددًا على أن "حق الدم لا يسقط بالتقادم"، وأن الجهات المختصة ستواصل ملاحقة كافة المتورطين في الهجوم "الغادر" الذي أودى بحياة ضباط من القوات المسلحة.
كما حذّرت السلطة من أي تواجد مسلح خارج الإطار الرسمي في المحافظة، مشيرة إلى أن المهلة الممنوحة للمجاميع المسلحة القادمة من خارج المهرة قد انتهت عصر الاثنين الماضي، وتم الالتزام بمغادرتهم بموجب التفاهمات السابقة.
تابع المجهر نت على X