الخميس 21/نوفمبر/2024
عاجلعاجل

مصادر يمنية تكشف عن خطة جديدة تستهدف قيادات الصف الأول للحوثيين

مصادر يمنية تكشف عن خطة جديدة تستهدف قيادات الصف الأول للحوثيين

تتصاعد التوترات والهجمات الحوثية في البحر الأحمر، إذ هاجم الحوثيون حتى الأمس ما لا يقل عن 33 سفينة بأنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية والمسيرات، ما تسبب في تعطيل حركة الشحن العالمي، وأثار مخاوف من التضخم العالمي.

وفاقمت تلك الهجمات الحوثية المخاوف من أن تؤدي تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، والمستمرة منذ 7 أكتوبر الفائت، إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط، وتوسيع الصراع إلى حرب إقليمية.

ونقل تقرير لـ"نيويورك تايمز" عن مسؤولين عسكريين أميركيين قولهم إن الحوثيين المدعومين من إيران أتقنوا تكتيكات الحرب غير النظامية، وأشاروا إلى أن هذه الجماعة لا تملك الكثير من مستودعات الأسلحة الكبيرة التي يمكن للطائرات المقاتلة الأميركية قصفها - فالمقاتلون الحوثيون يتنقلون باستمرار بالصواريخ التي يطلقونها من شاحنات صغيرة على الشواطئ النائية قبل أن يندفعوا بعيدًا.

وقال مسؤولون في البنتاغون إن الوابل الأول من الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة منذ ما يقرب من أسبوعين أصاب نحو 30 موقعًا في اليمن، ودمر نحو 90 بالمائة من الأهداف التي تم ضربها. ولكن حتى مع معدل النجاح المرتفع هذا، احتفظ الحوثيون بحوالي 75 بالمائة من قدرتهم على إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن التي تعبر البحر الأحمر، حسبما اعترف هؤلاء المسؤولون.

ويقول المسؤولون الأميركيون للصحيفة إن الأسلحة التي يتم تدميرها يتم استبدالها، حيث يقوم تيار لا ينتهي من المراكب الشراعية بنقل المزيد من الأسلحة إلى اليمن.

ويُعتقد أن الحوثيين كان لديهم مواقع تجميع وتصنيع تحت الأرض حتى قبل بدء الحرب الأهلية في اليمن في عام 2014.

واستولت الجماعة على ترسانة الجيش في البلاد عندما استولت على العاصمة صنعاء قبل عقد من الزمن.

وقال محللون عسكريون إن الجماعة جمعت منذ ذلك الحين ترسانة متنوعة وفتاكة بشكل متزايد من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه.

وبحسب "نيويورك تايمز" فإن "حزب الله" اللبناني قام بتدريبهم ليكونوا قادرين على التكيف مع متغيرات الحرب وكيفية أن يكونوا ديناميكيين للغاية. ويقول محللون عسكريون إن هذا لا يترك للولايات المتحدة وشركائها في التحالف سوى ثلاثة خيارات قابلة للتطبيق، بالنظر إلى معايير الأهداف الاستراتيجية للرئيس جو بايدن في اليمن.

وتتمثل هذه الخيارات يقيام التحالف الذي أنشاته أميركا بالاستيلاء على الأسلحة الآتية عن طريق البحر من إيران؛ والعثور على الصواريخ، الأمر الذي يتطلب معلومات استخباراتية واسعة النطاق؛ أو مهاجمة مواقع الإطلاق.

والخيار الثالث هو الأصعب. وتضيف الصحيفة أن المسلحين الحوثيين يخفون قاذفات الصواريخ المتنقلة في مجموعة من المواقع، في أي مكان، من داخل المجاري إلى أسفل الجسور على الطرق السريعة. يتم نقلها بسهولة لعمليات الإطلاق المتسرعة.

ومع استمرار عملياتها ضد السفن في البحر الأحمر.تدرس أميركا خطط عديدة للقضاء على الأعمال العدائية للحوثيين ومنها خطة عسكرية جديدة، لاستهداف الجماعة المصنفة إرهابيًا.

وكشفت مصادر يمنية، أن الخطة تتضمن وضع أسماء قيادات من الصف الأول بجماعة الحوثي على قائمة اغتيالات بعد عدم تمكن الضربات العسكرية الجوية من وقف الهجمات الحوثية على السفن.

وأضافت أن اغتيال القيادات الحوثية من بين خيارات الخطة الجديدة، على الرغم من تخوفات واشنطن من أن عمليات الاغتيال قد تدفع إلى مزيد من العمليات الانتقامية للحوثيين، ما يجعل قواعد عسكرية أميركية بالمنطقة ضمن بنك أهداف حوثية.

ولفتت إلى أن واشنطن بالتوازي مع التخطيط والتحركات القادمة، تعمل على استقطاب قيادات حوثية وخلق انقسام في صفوف الجماعة، خصوصا مع الرغبة لدى بعض تلك القيادات بتصفية أخرى.

وذكرت المصادر أن الولايات المتحدة تسعى لتشكيل تحالف دولي كبيير، على غرار ما حدث في ليبيا في مارس عام 2011، ضد نظام العقيد القذافي ، مشيرة إلى أن واشنطن تحاول النأي بنفسها عن التورط المباشر في حرب جديدة باليمن تكون فيها وحيدة.

وفي وقت سابق، كشف قائد البحرية البريطانية السابق، اللورد ويست أوف سبيثيد، عن تحرك عسكري جديد، قد تقوم به بريطانيا بعد فشل الضربات الجوية ضد الحوثيين بمنعهم من استهداف السفن بالبحر الأحمر. وقال اللورد سبيثيد في كلمة للبرلمان البريطاني، إن الضربات ستكون "عملية طويلة ومستمرة" واقترح إرسال حاملة طائرات إلى السواحل اليمنية، مضيفا أن مسألة تأمين المرور الآمن عبر البحر الأحمر الممر المائي الحيوي لن تنتهي بسرعة.

ومن المرجح أن تكون الضربات ضد الحوثيين في اليمن جزءًا من "عملية طويلة ومستمرة لتأمين البحر الأحمر، حسبما قال قائد البحرية السابق.

وأشار الأميرال المتقاعد اللورد ويست أوف سبيثيد إلى التردد المفهوم لشركات الشحن في العودة إلى طريقها السابق بعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. منذ 12 يناير الجاري، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا أكثر من 8 هجمات وإغارات جوية على مواقع ومنشآت عسكرية تابعة للحوثيين في مناطق سيطرتهم.