كشف الباحث في علم الآثار اليمني، عبدالله محسن، اليوم الاثنين، عن بيع تحف ومجوهرات من آثار اليمن القديم مساء أمس في مزاد أبولو بالعاصمة البريطانية لندن.
وقال "محسن" في منشور له على صفحته بالفيسبوك: "في مزاد أبولو الشهير بيعت مجموعة كبيرة من التحف الأثرية لعدد من الحضارات من بينها ثلاث قطع من آثار اليمن".
وأكد أن المزاد شهد تنافساً حاداً على بعض التحف المعروضة، وقد بيعت في المزاد مجموعة "جمال برونزية، وشاهد قبر رجل من المرمر، زوج من تعليقة قلادة من الذهب" وجميعها (من آثار اليمن القديم).
وأضاف الباحث اليمني، أن الجمال الثلاثة هي من "البرونز المصبوب من القرن الثاني قبل الميلاد لكل منها آذان مرتفعة وسنام واحد وذيل قصير، مع زنجار سطح مؤكسد مرقش باللونين الأزرق والأخضر والأحمر والبني". مشيرًا إلى أن مالكها الحالي؛ معرض الفنون القديمة في لندن، اقتناها من مجموعة أن واي سي، بحسب المزاد.
وأوضح: بالنسبة لشاهد القبر، فهو عبارة عن رأس رجل من المرمر من آثار اليمن من القرن الثاني قبل الميلاد على الأرجح، أطلق خبير المزاد لخياله العنان فوصف الوجه في شاهد القبر بالتالي: "ويقدم مظهراً خيالياً يتكون من التحديق، والعينين المفتوحتين على مصراعيهما، وخط الحاجب المقوس، والأنف، والشفاه المغلقة تشير إلى تداخل دقيق ومحبب"، ويقصد أن تعابير الوجه مزيج من التفكير العميق والأسى والحيرة وربما الحسرة، حسب الباحث "محسن".
أما زوج المعلقات الذهبية المخرمة، فهو "يتكون كل منها من لوحة مستطيلة الشكل، مزينة بسجلات متحدة المركز من اللفائف، والتخريمات، والخيوط. تم تطبيق أقراص صغيرة تحتوي على أزهار ذات ثماني بتلات تزين الزوايا، مع أقراص أصغر تعرض نفس التصميم داخل المساحة المركزية المستطيلة. يوجد في الوسط شكل متقاطع يتكون من خمس حلي، بينما تعرض الحافة العلوية صفاً من خمس حلقات تعليق مزينة بألواح على شكل معيني. ويظل الجزء الخلفي من اللوحات مسطحاً وغير مشغول. وهي من مقتنيات رجل نبيل من غرب لندن؛ سابقًا في مجموعة تم تشكيلها في سوق الفن البريطاني/العالمي في التسعينيات".
وأشار "محسن" أن المزاد ينسب هاتين القطعتين إلى العصر الهلنستي، إلا أن البروفيسورة ليلى عقيل أكدت على أنها "صفائح ذهبية يمنية قديمة وهي على الأغلب مجوفة، تتماثل في كل عناصرها الشكل والتقنية والزخرفة وطريقة التعليق مع قطعا أخرى يمنية.
ويضيف نقلا عن "عقيل"، أن القطعتين استخدمت فيها الحبيبات الدقيقة التي تستخدم بكثرة على الحلي اليمنية القديمة وكذلك أشكال المثلث والمعين والزخرفة الوسطية التي صنعت من سلك دقيق مبروم. وهذه كلها عناصر تميزت بها الحلي اليمنية القديمة بشكل عام. وهي تتماثل مع صفائح يمنية في المتحف البريطاني.
وتعرضت المدن الأثرية والتاريخية في اليمن للنهب والتنقيب العشوائي طوال الفترات الماضية، وزادت حدتها خلال سنوات الحرب حيث تعرضت الآثار اليمنية للتهريب والتدمير الممنهج والبيع في مزادات علنية حول العالم وعلى شبكة الإنترنت.