كشفت مصادر أمريكية، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن طلب من وزارته مراجعة الخيارات المتعلقة بالاعتراف بدولة فلسطينية، في الوقت الذي قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه لا بد من القيام بخطوات معينة قبل الاعتراف.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الأربعاء، إنّ الولايات المتحدة تسعى بـ "نشاط" لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل، وتبحث سُبل تحقيق هذا الهدف مع الشركاء في المنطقة.
ورفض ميلر الإدلاء بتفاصيل حول الجهود الداخلية للوزارة بشأن هذه المسألة، لكنه قال في مؤتمر صحافي إنّ تلك المساعي من أهداف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأكد المتحدث أن "هناك عدة طرق يمكن اتباعها لتحقيق ذلك، نبحث مجموعة واسعة من الخيارات ونناقشها مع الشركاء في المنطقة وكذلك شركاء آخرين داخل الإدارة الأميركية".
من جانبه أوضح سوناك أنه لا بد من إزالة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من غزة أولا، وإقامة حكومة فلسطينية في غزة والضفة الغربية. كما لا بد من وضع خطة ملموسة لإصلاح السلطة الفلسطينية ودعمها، ووضع خطة لإعادة بناء غزة، إضافة إلى حل الدولتين. وأكد رئيس الوزراء البريطاني وقوف بلاده مع إسرائيل، وضرورة إزالة ما وصفه "بالتهديد الإرهابي" ضدها، وضمان أمنها الدائم.
وبشأن الحرب في غزة، أعرب سوناك عن قلق بريطانيا الشديد إزاء الوضع الإنساني في غزة، وقال إن بلاده تعمل على إدخال مزيد من المساعدات.
وفي سياق متصل، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي أن مراجعة الخيارات المتعلقة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كانت من القضايا التي طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الوزارة النظر فيها.
وأضاف الموقع الأميركي أن بلينكن طلب أيضا مراجعة شكل دولة فلسطينية منزوعة السلاح بناء على نماذج أخرى في العالم. وقال المسؤول الأميركي إن الغرض من المراجعة هو النظر في خيارات كيفية تنفيذ حل الدولتين بطريقة "تضمن أمن إسرائيل".
وأكد أن البيت الأبيض على علم بالمراجعات الجارية، وأن بلينكن لم يوقع على أي سياسة جديدة والخارجية بصدد وضع قائمة كبيرة من الخيارات.
كما نقل أكسيوس عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض قوله إن السياسة الأميركية القائمة منذ فترة طويلة هي أن أي اعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يأتي من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وليس من خلال اعتراف أحادي الجانب في الأمم المتحدة، وأن هذه السياسة لم تتغير.
وذكر الموقع عن مسؤول أميركي رفيع أن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن يعتقدون أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ينبغي أن يكون الخطوة الأولى لا الأخيرة في المفاوضات لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأن الجهود المبذولة لإيجاد طريقة دبلوماسية للخروج من الحرب في غزة فتحت الباب أمام إعادة التفكير في كثير من السياسات الأميركية القديمة.
وأحيت معركة "طوفان الأقصى" -التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي والهجوم غير المسبوق الذي شنته على إسرائيل- الحديث عن ضرورة إيجاد حل دائم للصراع وأعاد مصطلح حل الدولتين إلى الواجهة بقوة بعد سنوات من الإهمال.
كما أن مجازر إسرائيل المرتكبة خلال حربها على قطاع غزة التي خلفت حتى اليوم نحو 27 ألف شهيد وما يقرب من 67 ألف مصاب، أحرجت الدول الكبرى لتبدأ بالحديث بشكل متكرر عن حل الدولتين لكن ضمن شروط وضعتها.