منذ بدء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة تصاعدت التوترات على عدة جبهات في المنطقة، وانسحب فتيل هذا التوتر أيضاً إلى البحر الأحمر.
وأدت هجمات الحوثي إلى تهديد سلامة الملاحة في هذا الممر البحري الهام دولياً، إلا أن خطراً آخر برز مؤخراً أيضاً مع بدء المهمة الأوروبية عملها في حماية سفن الشحن. إذ كادت فرقاطة ألمانية تنشط في البحر الأحمر ضمن تلك المهمة الأوروبية أن تُسقط طائرة مسيّرة أميركية عن طريق الخطأ.
وأطلقت الفرقاطة "هيسن" صاروخين على الطائرة المسيّرة من طراز "ريبر"، لكنهما سقطا في البحر بسبب "خلل فني"، حسب ما كشفت مجلة "دير شبيغل" االمانية الشهيرة.
وأشار مسؤولون عسكريون ألمان إلى أن حادثة النيران الصديقة هذه أظهرت أن التنسيق بين الحلفاء المشاركين في مختلف المهام في المنطقة المحيطة باليمن "يحتاج إلى تحسين".
وكانت وزارة الدفاع الألمانية أكدت الإثنين الماضي، وقوع حادث يتعلق بطائرة مسيّرة لدولة حليفة، دون أن تذكر اسم هذه الدولة. وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن الفرقاطة "هيسن" فتحت النار بعد "فشل" جهود تحديد هوية طائرة مسيّرة مجهولة. لكنه أوضح أن الهدف "لم يُضرب". وأضاف أنه تبين فيما بعد أن المسيّرة هي "طائرة استطلاع".
ووصلت "هيسن" إلى المنطقة في نهاية الأسبوع كجزء من مهمة الاتحاد الأوروبي ""أسبيدس" للمساعدة في ضمان سلامة الشحن الدولي في البحر الأحمر وحماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وأعلن الجيش الألماني في وقت سابق أمس الأربعاء أن الفرقاطة أحبطت بنجاح هجوما مساء الثلاثاء بإسقاطها طائرتين مسيرتين للحوثيين.
يذكر أنه منذ نوفمبر الماضي شنت جماعة الحوثي أكثر من 45 هجوماً بالمسيرات والصواريخ على سفن تجارية، زاعمين أنها تتجه إلى موانئ إسرائيل أو يملكها إسرائيليون.
وهددت بإغلاق كلي لمضيق باب المندب الذي يعد من أهم المعابر المائية في العالم، ويشكل ممرا بحريا للتجارة الدولية، تمر به معظم أنشطة التبادل التجاري بين آسيا وأوروبا، ونحو 10% من حركة الملاحة العالمية.
وعطلت تلك الهجمات حركة الشحن العالمي، وأثارت مخاوف من التضخم العالمي، وأجبرت عدة شركات على وقف رحلاتها عبر البحر الأحمر، وتفضيل طريق أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا.
وفاقمت المخاوف من أن تؤدي تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس، والمستمرة منذ ما يقارب 5 أشهر، إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وتوسيع الصراع.