نظم شباب تعز، اليوم الأحد، لقاء تشاوري موسع لمناقشة المستجدات الحالية ومواجهة المخاطر التي تهدد الجمهورية.
وفي اللقاء الذي أقيم برعاية رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، تحت شعار "التحديات الراهنة لمحافظة تعز، ودور الشباب في معركة استعادة الدولة وانهاء الانقلاب"، جرى استعراض ستة أوراق عمل ناقشت عدة مواضيع متعلقة بمستجدات الوضع الحالي وتداعياته.
أكد بيان اللقاء التشاوري الموسع أن "الوضع القائم لا يمكن استمراره، وأن الفرصة ماثلة لاستعادة زمام المبادرة، وتنظيم الجهود، ليقرر اليمنيون خياراتهم السياسية والوطنية ويستعيدوا دولتهم وجمهوريتهم".
وأشار إلى أن "التساهل وتقديم أي تنازلات للمليشيات الحوثية والقفز على استحقاقات الشعب اليمني هي جريمة وطنية لا يمكن تقبلها تحت أي مبرر".
وشدد البيان على ضرورة احياء الثقافة الجمهورية، وربطها بالواقع، لمقاومة التهديدات الناجمة عن انبعاث جثة التاريخ المتمثلة بالامامة، ودعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية والسلطة المحلية في محافظة تعز باعتبارها التجسيد العملي للشراكة الوطنية الواسعة.
كما أكد اللقاء، الدعم الكامل لتوجهات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية وقيادة البنك المركزي اليمني عدن في إستعادة أدوات الفعل والتأثير الإقتصادي لتعزيز الاقتصاد الوطني وشل حركة وعبث مليشيات الحوثي الانقلابية بالاقتصاد الوطني.
وطالب البيان بسرعة وضع حد لتدهور العملة الوطنية، وانعاش الإقتصاد الوطني، مؤكدًا على أهمية اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية لإعادة تصدير النفط والغاز، وتنمية الإيرادات.
ودان اللقاء التشاوري جرائم جماعة الحوثي الانقلابية في اختطاف وإخفاء الكوادر الوطنية والعاملين في المنظمات الإنسانية والمدنية، داعيًا الشباب بمختلف انتماءاتهم واهتماماتهم ومواقعهم الى الانتظام في أشكال وتعبيرات ومبادرات تخصصية داعمة لمسار المعركة الوطنية.
وفي كلمة الشباب في اللقاء قال أيمن المخلافي وكيل وزارة الشباب والرياضة، إن "الحراك الشبابي الخلاق الحراك المتعلق بالقضية الوطنية باعتبار ذلك هو الأساس الذي يبني عليه المستقل".
وأضاف أنه "خلال عشر سنوات سعت مليشيات الحوثي لفرض مشروعها التدميري وتنفيذ اجندة إيران في اليمن والمنطقة كما حاصرت المدن وزرعت الألغام لكنها فشلت في تمرير مشروعها لأن هناك شباب على قدر كبير من الوعي".
كما تطرق إلى دور الشباب في مقاومة المليشيات واسهاماتهم في مختلف المجالات الحقوقية والعسكرية والإعلامية لمواجهة خطر مشروع مليشيات الحوثي.
وفي اللقاء الذي أداره متحدث اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للشباب الصحفي محمد الحريبي، استعرضت عديد اوراق عمل ركزت على دور الشباب في مواجهة المخاطر التي تهدد النظام الجمهوري وأهمية استكمال معركة استعادة الدولة ودعم ومساندة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية والجيش والأمن.
وأكد الحريبي أن موعد إقامة اللقاء تصادف دون أي قصد مع ذكرى 7/7 الآليمة وهي فرصة للتذكير بأهمية مراجعة اخطاء الماضي والاعتراف بها ومعالجة آثارها وضمان عدم تكرارها. واستعرضت عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشباب في تعز، داليا محمد، ورقة عن الشباب وتحديات المرحلة، وناقشت فيها مسؤولية الشباب ورؤيتهم السياسية للتعامل مع المرحلة الحالية ودورهم في إيجاد حلول لضبط بوصلة المعركة الوطنية وإدارة خيارات الحرب أو السلام.
وذكرت أن من ضمن التحديات هو عدم وجود قوى سياسية حقيقية تمثل تطلعات الناس، وانتشار ثقافة الموت التي أصبحت بمثابة توجه عام لدى مليشيات الحوثي؛ مشددة على ضرورة مواجهة قوى الظلام والاستبعاد من أجل الحرية ووضع برنامج عمل بمضمون سياسي واجتماعي واقتصادي جذري يتعلق باللحظة القائمة وبالمستقبل.
بدوره، قدّم الصحفي سلمان الحميدي، مقارنة لصور الحياة إبان عهد الإمامة وعهد الجمهورية في الجوانب السياسية والإنسانية والاقتصادية، لافتًا إلى أن مساعي مليشيات الحوثي لإعادة اليمنيين تعريفاً طبقياً وإعادة الإمامة، هو انتهاك للحقوق الإنسانية والاجتماعية التي حملها المضمون الفكري التصوري الذي جاءت به الجمهورية".
وقال إن "الحوثي ينتهك كل مضامين الجمهورية ويضع كل حقوق اليمنيين على المحك، وعلى كل أفراد الشعب، أن يبذلوا قصارى جهدهم لحمايتها". مشددًا على ضرورة استنهاض الوعي العام بالقيم الجمهورية وتوضيح أهميتها وإنتاج محتوى محترف ومدروس، مرئي أو مسموع أو مقروء، للدفاع عن الحقوق التي سنفقدها إن فقدت الجمهورية، واستشعار المسؤولية الوطنية تجاهها.
كما استعرض الصحفي الاقتصادي وفيق صالح، ورقة عن المعركة الاقتصادية وأولوياتها، وناقش في هذا المحور تفاصيل المعركة الاقتصادية وخطوط العمل والاشتغالات اللازمة لمساندة الخطوات الاقتصادية ودعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والبنك المركزي وتطوير أفكار جديدة لخنق المليشيا الانقلابية اقتصاديًا.
وسرد صالح جملة من الأولويات التي لا يجب أن تغفل عنها الحكومة في معركتها الاقتصادية ضد مليشيات الحوثي أبرزها "خلق نموذج اقتصادي جيد في المحافظات المحررة، والعمل على تحقيق الاستقرار وإعادة التعافي الاقتصادي واستعادة الحكومة للموارد العامة التي خارج سيطرتها مثل قطاعات الاتصالات والانترنت والإيرادات الجمركية والضريبية للبلاد بالإضافة إلى إلزام المنظمات الدولية بتحويل أموالها عبر البنك المركزي في عدن واستعادة إيرادات هيئة الطيران المدني".
من جهته استعرض المحامي والناشط السياسي ذي يزن السوائي موقع تعز وأهميتها في خارطة المعركة الوطنية، مشيرًا إلى أهمية العمل لاستعادة دور تعز الريادي كرافعة في المشروع الوطني. وأوضح السوائي أن استكمال معركة تحرير تعز من أهم الأولويات التي يجب أن يلتف حولها الجميع، خاصة وأن تعز هي المنبع التاريخي لحركات التحرر الوطني يمنيا.
كما ناقش ماهر العبسي مدير مكتب شؤون الحصار، تفاصيل حصار تعز وكيف تعامل الحوثيين مع ملف تعز والإرهاب الحوثي المستمر بحق المحافظة وابنائها. وقال إن "جريمة حصار تعز ليست إلا وجه مصغرًا لحقيقة إرهاب الجماعة الحوثية، التي توجهت لاستخدام الحصار كوسيلة لإخضاع المدينة والحراك الشعبي المناهض لتواجدهم فيها".
وأضاف أن "حصار تعز لا يتمثل فقط في إغلاق الطرق، إذ قطعت مليشيا الحوثي المياه عن المدينة والتي كانت تضخ من حقول الآبار الموجودة في مناطق سيطرتهم شرقا وشمالا، وحرموا منها السكان بشكل كلي وهي جريمة حرب مستمرة منذ بدء الحصار حتى اليوم".
واعتبر إعلان المليشيا عن فتح طريق واحدة فقط بأنه "ابتزاز سياسي، وورقة يحاول الحوثي من خلالها اليوم اللعب على عاملي الوقت والقدرات". في السياق، استعرض الصحفي زكريا الكمالي ورقة عن الإعلام في معترك المستجدات الحالية.
وناقشت الورقة دور الإعلام في مواجهة المخاطر التي تهدد الجمهورية وأولويات عمل الإعلام في خضم المعركة الوطنية بما يضمن تعزيز الوعي الجمهوري والدفاع عن قيم الثورة والجمهورية ومكتسباتها. وقال "تستمر معركة الجمهورية في مواجهة الإمامة، بلا هوادة منذ سنوات طويلة، تشمل مواجهة الحصار والهجوم الإيراني على مدينة تعز وريفها، وقدم السكان في سبيل المواجهة والحرية والكرامة آلاف الشهداء والجرحى، وفي مقدمتهم عدد من الصحفيين والإعلاميين البارزين".
كما تطرق إلى عدد من النقاط ينبغي أن تؤخذ على الإعلام في تعز بدرجة رئيسة وعلى فئات أخرى أبرزها "توثيق نشوء المقاومة في تعز، وبطولات المقاتلين لتأسيس ثقافة حرة جمهورية مقاومة؛ بالإضافة إلى توثيق كافة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها المليشيات بحق السكان".
ضم اللقاء التشاوري كافة أطياف الشباب من صحفيين وضباط عسكرين وطلاب جامعات وناشطين وحقوقيين وشباب أحزاب ومستقلين.
إلى ذلك، أشاد المشاركين بإقامة اللقاء التشاوري، وأكدوا من خلال مداخلاتهم ومشاركتهم أن اللقاء يتوافق مع نظرتهم للواقع والمعركة الوطنية التي تستدعي تكاتف الجميع واستنهاض الوعي لمواجهة التحديات التي تتعارض مع تطلعاتهم للمستقبل.