أكد خبراء أن الضربة الإسرائيلية على ميناء الحديدة اليمني، أطلقت انبعاثات خطرة وتسببت في تسرب الوقود، مما أدى إلى تفاقم التلوث البيئي الذي تفاقم بالفعل بسبب تسرب النفط من هجمات الحوثيين على السفن التجارية المارة في البحر الأحمر.
وفي وقت سابق، أصابت الضربات الأولى التي تبنتها إسرائيل في اليمن، خزانات تخزين الوقود في الميناء الرئيسي الخاضع لسيطرة الحوثيين المدعومين من إيران، مما أدى إلى اندلاع حريق، وأظهرت صور من الميناء عمودًا كثيفًا من الدخان الأسود يتصاعد في الهواء.
من جهته، أوضح مرصد الصراع والبيئة (CEOBS)، منظمة خيرية بريطانية تراقب التأثير البيئي للصراع أن "الحريق والانسكابات المرتبطة به ستولد انبعاثات خطرة في الهواء وتلوثًا كبيرًا للأرض مع احتمال تلوث البيئة البحرية".
وحذر تقرير أصدره مكتب الهجرة التابع للأمم المتحدة في مارس/آذار من أن اليمن تعاني بالفعل من تلوث خطير للهواء والمياه، بعد ما يقرب من عقد من الحرب بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دوليًا والمدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى "تسرب نفطي كبير من خزانات الوقود المشتعلة إلى البحر"، بحسب منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية يمنية أرسلت فريق تقييم إلى الرصيف.
وأضافت المنظمة في بيان لوكالة فرانس برس أن هذا "يمكن أن يسبب تلوثا بيئيا كبيرا في البيئة البحرية حيث أن التسرب لا يزال مستمرًا"، محذرة من أن تأثيره قد يكون "واسع النطاق بسبب الكميات الكبيرة من الوقود التي تم تخزينها".
وقال ويم زوينينبورج من منظمة بناء السلام الهولندية "باكس" إن عشرات الآلاف من اللترات من النفط على الأقل احترقت في أعقاب الهجوم، محذرا من أن "الأبخرة الضارة" تشكل مخاطر صحية خطيرة.
وفي تحليل صور الأقمار الصناعية الأخيرة التي التقطها جهاز "سنتينيل 2"، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، قال إن الضربات الإسرائيلية تسببت في "انسكابات محلية في البيئة البحرية للميناء وفي المبنى" ودمرت معظم قدرة تخزين النفط في الميناء.
وقال زوينينبورغ لوكالة فرانس برس "في مواجهة تأثيرات الصراع وأزمة المناخ، يتحمل المدنيون والبيئة في اليمن العبء الأكبر من الأعمال العدائية المستمرة".
وذكرت التقارير أن مياه اليمن تعد موطنًا لنظام بيئي بحري غني، بما في ذلك الشعاب المرجانية، في حين تعتمد العديد من المجتمعات الساحلية في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية على صيد الأسماك.