نهبت جماعة الحوثي الإرهابية 5 آلاف لبنة من أراضي جامعة ذمار، بعد أيام قليلة من استقطاع 10 ألف لبنة من أراضي جامعة صنعاء، ضمن حملة نهب حوثية ممنهجة تكشف استمرار حرب الجماعة على التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وكشفت مصادر مطلعة في محافظة ذمار عن قيام سلطات الحوثيين باستقطاع جزء كبير من أرض الجامعة في الحرم الجامعي الغربي بناء على طلب القيادي الحوثي محمد علي البخيتي منتحل صفه محافظ ذمار قدمه لرئيس مجلس الحكم في الجماعة (السياسي الأعلى) مهدي المشاط، والأخير وافق عليه.
وقالت المصادر، إن القيادي البخيتي وجه الجهات المعنية باستكمال إجراءات التمليك للسلطة المحلية، حيث تجري هذه الأيام تجري أعمال مسح وتسوية للأراضي المنهوبة، وتقوم معدات صندوق صيانة الطرق التابع للحوثيين بردمها وتسويتها تمهيدًا لتسويرها وفصلها نهائيا عن أرض الجامعة.
وجامعة ذمار، مُنحت أرض واسعة شمال مدينة ذمار الواقعة وسط البلاد، وجرى تسويرها في عهد أول رئيس للجامعة الدكتور عبد الله المجاهد وتقع على جانبي الطريق العام "شارع صنعاء تعز".
وخلال العام الماضي بدأ البخيتي بادخال المعدات وتسوية الأرض قبيل الاحتفال بالمولد النبوي من ذات العام، ليقوم لاحقا بمخاطبة رئيس المجلس السياسي الأعلى، بمذكرة، يطلب منه الموافقة على اجتزاء 800 متر في 500 متر من أرض الجامعة في الحرم الغربي بغرض تحويلها إلى ساحة لإقامة الفعاليات والمهرجانات والمظاهرات، معللا أن الجامعة لا تحتاج هذه الأرض.
وبحسب المصادر فقد وافق المشاط على طلب البخيتي المعين من قبل الحوثيين محافظا لذمار، وهو الإجراء ذاته الذي منح بموجبه الأول 10 ألف لبنة من أراضي جامعة صنعاء للقيادي في الجماعة عبده علي هادي بذريعة إنشاء مدينة طبية.
وأشارت المصادر إلى إن أراضي جامعة ذمار الواقعة في الحرم الشرقي والغربي كلها مخططة لتنفيذ مشاريع ومرافق ومباني تابعة للجامعة، حيث وأن المخططات جاهزة على كامل الأراضي الخاصة بالجامعة، وأن اجتزاء هذه الأرض من قبل جماعة الحوثي سوف يؤثر على المخطط العام للجامعة.
وعلى الرغم من وجود أراض أخرى تابعة للدولة، كان يمكن للمحافظ البخيتي تحويلها إلى ساحة عامة كما يرغب، تزداد الشكوك حول نوايا الحوثيين الخبيثة للاستيلاء على المال العام وتسخيره لمصالحهم الشخصية، وفق مراقبين.
إلى ذلك، قالت مصادر طلابية، إن الزائر للجامعة يلاحظ هذه الأيام نشاطا ملفتا للاليات التي تقوم بدك وتسوية الأرض التي تمت مصادرتها، كما يمكن للمسافرين مشاهدة الحركة الدؤوبة لهذه المعدات لأن الجامعة تقع على الشارع الرئيس لمدينة ذمار.
وأوضحت المصادر أن جماعة الحوثيين كانت قد صادرت في أغسطس/ آب 2022 مبنى كلية الآداب التابع لجامعة ذمار، وفي أغسطس/ آب من العام التالي صادرت مبنی معهد التعليم المستمر.
وأضافت "هذان المبنيان يقعان خارج الحرم الجامعي وسط المدينة ومكنت مكتب التربية من الأول، فيما مكنت الهلال الأحمر من المبنى الآخر".
وتعتزم الجماعة المدعومة من إيران مصادرة مبنى كلية الحاسبات، الواقع في الحرم الجامعي الغربي، بغرض تمكين أكاديمية القرآن الكريم من المبنى، إلا أن ذلك الأمر لم يتم بسبب رفض المقاول تسليم المبنى حتى يتم تسديده بقية المستخلصات المالية المتعثرة لدى الدولة، وفق المصادر ذاتها.
