الجمعة 11/أكتوبر/2024
عاجلعاجل

جماعة الحوثي تلغي مجلس "إدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية" تهربًا من ضغط المنظمات

جماعة الحوثي تلغي مجلس "إدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية" تهربًا من ضغط المنظمات

قررت جماعة الحوثي، إلغاء "سكمشا"، وهو الاسم المختصر لما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، الذي تلطخ بجرائم طالت المنظمات وعمّال الإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتورط في أنشطة خارقة لقواعد وأعراف العمل الإنساني بما في ذلك السطو على مساعدات منكوبي الفيضانات لهذا العام.

وفي بداية نوفمبر 2019، شكلت جماعة الحوثي الإرهابية، هذا المجلس بقرار من ما يسمى رئيس المجلس السياسي الأعلى، ليكون بديلًا للهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث التي أنشأتها الجماعة منتصف أكتوبر 2017، بهدف توفير واجهة مؤسسية للسطو على المساعدات الإنسانية المقدمة لليمنيين، وقمع الأنشطة الإنسانية وتقويضها.

وبصورة مفاجئة، أبلغت جماعة الحوثي، مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، وهيئات ووكالات الإغاثة العاملة في مناطق سيطرتها، بقرار إلغاء عمل المجلس وإحالة صلاحياته إلى "قطاع التعاون الدولي" في وزارة الخارجية التابعة للجماعة الإرهابية، في خطوة اعتبرها ناشطون محاولة لغسل مسلسل طويل من الجرائم ضد العمل الإنساني في اليمن. 

وعمل القيادي الحوثي إبراهيم الحملي، على إدارة هذا الكيان، وحظي بنفوذ كبير أتاح له ممارسة انتهاكات واسعة بحق المنظمات وعامليها، ففي أغسطس الماضي وجه تهديدات لقرابة 3287 موظفاً، وتوعدهم بمصير زملائهم المختطفين حتى الآن في سجون الجماعة الحوثية. 

وكان هذا الجهاز الحوثي بمثابة واجهة تستخدمها الجماعة الإرهابية في تقويض العمل الإنساني وابتزاز المنظمات؛ إذ فرض هذا المجلس على منظمات تابعة للأمم المتحدة سداد ميزانيته ونفقاته بشكل قسري، وأقدم على ممارسات طالت كل المنظمات التي لم ترضخ لعمليات الابتزاز التي يمارسها، بل إنه تورط في وصم عمال إغاثة بتهم التجسس والوشاية بهم حتى إيداعهم سجون المليشيا بشكل قسري. 

إلى ذلك، يرى مراقبون أن الاعترافات الملفقة التي بثتها جماعة الحوثي لموظفين إنسانيين خلال الأشهر الماضية، وإجبارهم فيها على الإقرار بالعمل التجسسي، كان يشرف على تلقينها لهم مسؤولون حوثيون يعملون تحت إمرة القيادي الحملي في المجلس سيئ السمعة.

وأكد ناشطون يمنيون أن جماعة الحوثي تحاول التهرب من ضغط المنظمات الإنسانية، بعدما لاحظت عزوف الكثير من المنظمات عن عملها وانتقال أخرى إلى عدن؛ احتجاجًا على عمليات القمع، وفي نفس الوقت ترفض الإفراج عن الموظفين المختطفين، وستحيل المنظمات إلى التخاطب مع كيان منحل لوضعها أمام طريق يشبه المتاهة يصعب فيه الوصول إلى نتيجة مع الجماعة الإرهابية.