قالت مصادر مطلعة، إن جماعة الحوثي استدرجت خلال الأيام الماضية، عشرات الضباط والجنود الأمنيين السابقين في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها، للتعبئة العسكرية والطائفية، مستغلة حالة الفقر التي يعيشونها بعد توقف الرواتب.
وأوضحت المصادر لـ "الشرق الأوسط"، أن عبدالكريم الحوثي -وهو عم زعيم الجماعة، والمعين وزيراً للداخلية في حكومتها غير المعترف بها- أصدر تعليمات لقادة الأجهزة الأمنية في صنعاء وريفها، تحضُّ على استدعاء الضباط والجنود الأمنيين القابعين في منازلهم، وهم من المُسَرَّحين سابقاً جراء رفضهم الانضمام إلى صفوف الجماعة.
وأضافت المصادر أن الجماعة استغلت الظروف المعيشية المتدهورة للضباط والجنود الأمنيين، وقدمت وعوداً بصرف رواتبهم المنقطعة منذ سنوات وسيلةً لاستدراجهم وإقناعهم بالحضور إلى مقرات الوحدات الأمنية التابعة، من أجل إخضاعهم للتعبئة.
وحسب المصادر، فإن جماعة الحوثي الإرهابية، تُبدي مخاوف كبيرة من اندلاع ثورة تطالب برحيلهم، يقودها الضباط والجنود الذين أقصتهم الجماعة من وظائفهم خلال سنوات ماضية، وقامت بإحلال آخرين بدلاً عنهم.
وتحدث عدد من ذوي عناصر الأمن، عن استدعاء الجماعة الحوثية لذويهم أواخر الأسبوع الماضي، بدعوى صرف مستحقاتهم للأعوام السابقة؛ لكنهم لم يعودوا إلى منازلهم، ولم تعرف أسرهم عن مصيرهم شيئاً حتى اللحظة. وحيث يُتوقع أن يكونوا قد أُخضعوا لبرامج التعبئة القتالية والطائفية.
وترى مصادر أمنية في صنعاء أن الجماعة الحوثية تسعى إلى إخضاع جميع منتسبي المؤسستين العسكرية والأمنية غير الموالين لها، وإرغامهم على الالتحاق بصفوفها، والمشاركة في حملات البطش والتنكيل بالمدنيين في مناطق سيطرتها؛ وذلك تزامناً مع تصاعد حالة السخط الشعبي ضد الانقلابيين، ورفض كثير من العسكريين والأمنيين الانخراط في أنشطتهم التعبوية ذات البعد الطائفي.
وعمدت الجماعة الحوثية خلال فترات ماضية إلى ارتكاب سلسلة من الجرائم والانتهاكات ضد منتسبي القطاع الأمني في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها، شمل بعضها التسريح من الوظائف، والخطف والإيداع في السجون، والتعذيب الوحشي، والإخضاع القسري للتعبئة الفكرية والطائفية.