دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى موقف دولي موحد في وجه هجمات الحوثيين ضد ممرات الشحن التجاري في البحر الأحمر وخليج عدن، وتصعيدهم المستمر الذي يزعزع الاستقرار في المنطقة ويهدد التجارة العالمية برمتها.
جاء ذلك على لسان الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة في البعثة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة؛ روبرت وود، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، مساء اليوم الخميس.
وقال وود "من المؤسف أن التهديدات الحوثية للأمن البحري والشحن التجاري لا تزال متواصلة، وأصبحت تمثل تحدياً عالمياً مع تزايد عدد البلدان المتضررة من هذا السلوك المزعزع للاستقرار يوما بعد يوم".
وأضاف بأن الولايات المتحدة اتخذت عددًا من الإجراءات لمواجهة هذه الهجمات، ومنها تصنيف جماعة الحوثيين كـ"منظمة إرهابية عالمية" محددة بشكل خاص، و"لكننا لا نستطيع أن نواجه هذا التحدي وحدنا، حيث تؤثر هجمات الجماعة على كل دولة عضو في الأمم المتحدة، وهذا التصعيد المستمر وزعزعة الاستقرار يهدد التجارة العالمية في كل ركن من أركان العالم".
وأكد الدبلوماسي الأمريكي على ضرورة أن يتحدث العالم بصوت واحد لرفض محاولات الحوثيين للتدخل في ممارسة الحقوق والحريات الملاحية في البحر الأحمر وخليج عدن، وفي "حين كانت هناك إدانة دولية مستمرة وواسعة النطاق للهجمات غير القانونية والمتهورة للجماعة المدعومة من إيران، إلا أنه يجب أن ترتفع الأصوات وتستمر هذه الإدانات، مع مواصلة الحوثيين تصعيد هجماتهم ضد السفن التجارية".
واتهم وود، إيران بمواصلة عمليات نقل الأسلحة وغيرها من الأنشطة التي تمكن الحوثيين من تنفيذ هجماتهم في البحر الأحمر، "ونجدد دعوتنا لها للتوقف الفوري عن انتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على اليمن".
وشدد الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة في البعثة الأمريكية، على أهمية تعزيز قدرة آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) للقيام بمهامها في تسهيل تدفق السلع الأساسية إلى اليمن، والمساعدة في التخفيف من الأزمات الاقتصادية والإنسانية الأليمة التي تواجه البلاد، وفي نفس الوقت تفتيش السفن المتجهة إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، لضمان الامتثال لحظر الأسلحة ومنع استيراد الأسلحة.
وأوضح الدبلوماسي الأمريكي، أن التصعيد البحري للحوثيين يهدد بتقويض التقدم المحرز في جهود السلام، بل ويزيد من معاناة اليمنيين، ويؤثر سلباً على تلبية احتياجات المدنيين الفلسطينيين في غزة، الذين يدعون أنهم يناصرونهم، ما يجعل هذه الهجمات في حقيقتها "جزء من استراتيجية الجماعة طويلة المدى لاستعراض القوة وصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية".
وعبر عن دعم بلاده لكل الجهود الهادفة إلى جمع أطراف الصراع ومشاركتهم البناءة في خارطة طريق الأمم المتحدة، مؤكدا أنه "المسار الذي نأمل أن يؤدي إلى نهاية دائمة للصراع، ومعالجة الدعوات اليمنية لتحقيق العدالة والمساءلة والتعويض عن انتهاكات حقوق الإنسان".