نقلت شبكة أمريكية عن خبراء ومحللين قالوا إن الحوثيين يظلون يشكلون تهديدًا كبيرًا، واعتبرت أن وقف إطلاق النار الهش في غزة "تذكير بالتهديد" المستمر من جانب المتمردين الحوثيين.
وحسب تقرير لشبكة ABC news الأمريكية فقد أثبتت الجماعة أنها تشكل "تحديًا من نوع مختلف" لن يختفي بسهولة. وقال تقرير للجنة تابعة للأمم المتحدة العام الماضي إن الدعم من إيران وحلفائها حول الحوثيين من جماعة مسلحة محلية ذات قدرات محدودة إلى "منظمة عسكرية قوية".
وأضافت سارة فيليبس، أستاذة الصراع العالمي والتنمية في جامعة سيدني، إن الهدف الرئيسي للجماعة هو السيطرة على كل اليمن، لكن لديهم أيضًا أجندة دولية، وأوضحت في تصريح لشبكة "إيه بي سي" الأميركية: "إنهم متوافقون أيديولوجياً وجيوسياسياً مع إيران".
وعلى مدار العام الماضي، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات المسيرة، حيث وصفت البروفيسورة فيليبس كيف تطورت هجمات الحوثيين على المستوى المحلي، مضيفة أن هجمات الحوثيين على إسرائيل ساعدت في صرف الانتباه عن "فشلهم الواضح للغاية في توفير الضروريات الأساسية لليمنيين من أجل حياة آمنة وكريمة".
وواجهت إسرائيل والولايات المتحدة وقوات التحالف صعوبات في ردع الحوثيين في ذروة هجماتهم، حيث تم شن عدة جولات من الضربات الجوية المنسقة ضد الموانئ والبنية التحتية النفطية ومواقع الأسلحة والمطار في صنعاء، ولكن الجماعة لم تتراجع. وقال نتنياهو الشهر الماضي إن الحوثيين "سيواصلون دفع ثمن باهظ لعدوانهم".
وفي ظل الشكوك التي تحيط بمستقبل وقف إطلاق النار، حذر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي هذا الأسبوع من أن جماعته "مستعدة للتصعيد الفوري ضد العدو الإسرائيلي إذا عاد إلى التصعيد في قطاع غزة".
ويعتقد داني سيترينوفيتش، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب، أنه حتى مع التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة فإن "الجني خرج من القمقم" بحسب تعبيره. ووصف الحوثيين بأنهم "تحد من نوع مختلف".
وأضاف "لا يوجد حل سريع، حتى لو انتهت الحرب في غزة، فهذا تهديد لن يختفي". وقال "لا يوجد بديل آخر في نهاية المطاف سوى الإطاحة بهم".
لقد ضعفت عناصر محور المقاومة الإيراني خلال العام الماضي، حيث قامت إسرائيل بتصفية كبار قادة حماس وحزب الله في غزة ولبنان، ودمرت بنيتهما العسكرية، كما وجه سقوط الرئيس السوري بشار الأسد ضربة قوية أخرى إلى ما يسمى "محور المقاومة" التابع لإيران.
لكن الخبراء يقولون إن الوضع مع الحوثيين مختلف، إذ أن اليمن ليس لها حدود مع إسرائيل، وبالتالي لا يمكنها بسهولة تنفيذ غزو بري كما فعلت في غزة ولبنان؛ وقال سيترينوفيتش، الرئيس السابق لفرع إيران في وحدة استخبارات الدفاع الإسرائيلية، إنهم يفتقرون أيضًا إلى معلومات استخباراتية عن الحوثيين، موضحًا "هذا شيء لم نفعله لأننا كنا نركز على التهديدات الأكثر إلحاحًا".